اللجنة الدستورية السورية تبدأ أعمالها برعاية الأمم المتحدة فى جنيف

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 30.10.2019 16:27
آخر تحديث في 30.10.2019 16:41
اللجنة الدستورية السورية تبدأ أعمالها برعاية الأمم المتحدة فى جنيف

أطلق المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، الأربعاء، أعمال اللجنة الدستورية السورية في مدينة جنيف، وذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي عقدت في المقر الأممي.

وبحضور ممثلين عن المعارضة، والنظام السوري، ومنظمات المجتمع المدني، أطلق بيدرسون عمل اللجنة المؤلفة من 150 عضوا بواقع 50 عضوا لكل من المعارضة، والنظام، والمنظمات المدنية.

وقال المبعوث الأممي: "ولايتكم (مهمتكم) أنتم أعضاء اللجنة الدستورية، إعداد وصياغة إصلاح دستوري يطرح للشعب لإقراره كإسهام في الحل السياسي وتطبيق القرار الأممي 2254".

وأضاف: "أدعوكم للصبر والمثابرة وتقديم الحلول، وآمل من خلال إبداء حسن النية في بناء الثقة، وهو ما سيؤدي إلى تواصل العمل بشكل مستمر".

وتابع بيدرسون: "وجودكم يرتكز على عدة مبادئ أساسية، منها احترام قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ووحدة سوريا، واحترام المسار السياسي".

وأوضح أن المسار يشمل "إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، وفقا للدستور الجديد، ومسار سياسي أشمل لتطبيق القرار الأممي 2254، حيث يقوم الإصلاح بتجسيد المبادئ الـ 12 الحية في الممارسة الدستورية"، التي أقرتها الأمم المتحدة سابقا بموافقة النظام والمعارضة.

وذكر أنه "يمكن مراجعة الدساتير السابقة، والدستور الحالي، وتعديل الدستور الحالي".

وخاطب الحضور قائلا: "إن مهمتكم تاريخية ووضع عمل مؤسسي وعقد اجتماعي للسوريين بعد 9 سنوات من التقسيم والمعاناة".

وأضاف: "مستقبلكم يتشكل بطريقة كتابة الدستور، بمسار ذا مصداقية وشامل للجميع، ويتطلع للمستقبل، فيما الخوف والشك مستشاران سيئان، ويمكن للدساتير أن تحل هذه المشاكل العالقة في البلاد".

وأكد على أن الأمم المتحدة لن تتدخل في كتابة الدستور، قائلا: "لا تتوقعوا ماذا أقول في دستوركم، فالدستور ملك لكم وللسوريين وحدهم، والدساتير لا يمكن نقلها من الخارج، أنتم أعضاء هذه اللجنة عليكم كتابة الدستور والشعب أن يوافق عليه، وواجبكم أخذ رؤى أكبر عدد من أبناء بلدكم".

ولفت إلى أن الأمم المتحدة ستكون عاملا مساعدا عبر تقاريرها والحوار مع الدول الأخرى.

وخاطب الرئيسين المشتركين للجنة الدستورية من النظام أحمد الكزبري، ومن المعارضة هادي البحرة، بالقول: "سيكون عليكما العمل سويا من خلال توافق رئاسة اللجنة، وممارسة الصلاحيات المنوطة بكما".

وأعرب عن استعداده لتقديم الدعم للجنة وتجاوز الخلافات. مشددا على أن عمله سيكون بشكل يضمن استقلالية اللجنة.

وينتظر أن يواصل المبعوث الأممي اعتبارا من غدا الخميس، جلسات للهيئة الموسعة للجنة الدستورية لتستمر حتى السبت، قبيل أن تواصل هيئة مصغرة مكونة 45 عضوا أعمالها الأسبوع المقبل.

من جانبه، قال رئيس وفد النظام باللجنة، أحمد الكزبري، خلال الجلسة الافتتاحية، "لا مانع لدينا في النظر بأي تعديل على الدستور الحالي أو تغييره بحيث يطور واقعنا ويحدث تغييرا إيجابيا ينعكس على حياة شعبنا".

في السياق، اعتبر رئيس وفد المعارضة، هادي البحرة، أنه "يجب علينا نحن السوريون تغيير الطريقة التي نفكر بها والتوقف عن العمل وفق دوافعنا والاستماع إلى بعضنا البعض".

وقال البحرة: "آن الآوان لنؤمن أن تحقيق النصر في سوريا هو تحقيق العدالة والسلام للجميع وليس الفوز بالحرب".

وتأمل الأمم المتحدة أن يمهد عمل اللجنة الدستورية الطريق أمام إصلاحات سياسية، وانتخابات جديدة في بلد دمرته حرب مستمرة منذ عام 2011، ما أسقط مئات الآلاف من القتلى، وأجبر الملايين على النزوح واللجوء.