صحيفة فرنسية: "لقد خسر مسعود برزاني"

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 27.10.2017 00:00
آخر تحديث في 27.10.2017 23:37
طفل عراقي يبيع العلم العراقي في كركوك رويترز طفل عراقي يبيع العلم العراقي في كركوك (رويترز)

في حين يستكمل الجيش العراقي والقوات الرديفة له فرض سيطرته على نقاط إستراتيجية في شمال العراق، تقدمت حكومة إقليم الشمال باقتراح تجميد الاستفتاء الباطل دستورياً.

"لقد خسر مسعود برزاني" وفق ما ورد في مقالة صدرت اليوم الجمعة في صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

وجاء في المقال أن الرئيس برزاني أراد أن يسجل التاريخ له أنه حقق الاستقلال، فقاوم الضغوطات الأمريكية والأوروبية وتهديدات الدول المجاورة وغضب بغداد وقام بالاستفتاء.

لكن هذا كان منذ شهر. أما اليوم، فها هي حكومته تقترح على الحكومة المركزية في بغداد "تجميد النتائج" و"وقفاً فورياً لإطلاق النار".

وهو ما رفضته بغداد ولم تقبل به وكذلك تركيا مطالبتان أربيل بإلغاء الاستفتاء. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي: "نحن لا نقبل إلا بإلغاء الاستفتاء والالتزام بالدستور".

وتورد الصحيفة الفرنسية أقوال الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الكردي بوريس جام قوله: "لدى برزاني خوف حقيقي من أن تتصاعد حدة المواجهات العسكرية. وهي أيضاً محاولة لتجاوز الأحزاب الكردية التي تدعو إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية".

القوات العراقية لم تقف في كركوك، بل استعادت سنجار وبعشيقة، القريبة من الموصل، وخانقين على الحدود الإيرانية.

ففي غضون أيام، خسر الأكراد تقريباً كامل الأراضي المتنازع عليها مع بغداد. وعادوا إلى حدود ما قبل 2014.

وبغداد اليوم عازمة على دخول منطقة فيشخابور. فقد أمهلت القوات العراقية اليوم الجمعة القوات الكردية "ساعات" للانسحاب من المنطقة وهي على الحدود مع تركيا ويمر فيها أنبوب نفطي سيطر عليها إقليم الشمال بعيد عام 2014.

ودارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة الخميس بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية المتوجهة إلى معبر فيشخابور، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الذي يصل إلى ميناء جيهان التركي.

وتقع فيشخابور على رأس مثلث بين الأراضي التركية والعراقية والسورية، في موقع إستراتيجي كبير.

وكانت قوات البشمركة سيطرت على خط أنابيب النفط الممتد من محافظة كركوك مرورا بالموصل في محافظة نينوى الشمالية، في أعقاب الفوضى التي تبعت الهجوم الواسع لتنظيم داعش قبل ثلاث سنوات.

وأقدمت سلطات الشمال نهاية عام 2013 على مد خط مواز إلى نقطة الالتقاء في منطقة فيشخابور مرورا بأربيل ودهوك، قطعت بموجبه الأنبوب الممتد من كركوك منذ الثمانينيات. وربطت الخط الجديد بالأنبوب العراقي الذي تمر عبره جميع الصادرات العراقية النفطية الشمالية إلى ميناء جيهان التركي.

ولفت مسؤول عراقي إلى أن "فصائل كردية انفصالية تستميت في القتال دفاعا عن المنطقة الواقعة شمال ناحيتي زمار وربيعة، لقربها من حقلي الرميلان وكراتشوك النفطيين في سوريا".

وأشار المسؤول إلى أنه عبر هذه المنطقة يتم "شراء النفط السوري من عناصر بي كا كا وب ي د الإرهابيين، لعدم وجود منفذ لتهريب النفط إلى تركيا من جهة سوريا".

ووفقا للمسؤول نفسه، فإن الأكراد السوريين "يبيعون النفط عبر الشاحنات التي تمر من قرية المحمودية (العراقية) التي لم يسمح لسكانها بالعودة إليها منذ دخول البشمركة إلى المنطقة".