أدى دونالد ترامب، مساء الجمعة، اليمين الدستورية لتولي منصب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة. وجرى أداء اليمين على منصة التنصيب في مبنى الكابيتول بواشنطن، برفقة نائبه مايك بنس الذي أدى بدوره القسم أيضاً.
وأكد ترامب خلال كلمته التي ألقاها من منصة التنصيب على عدة نقاط كان أهمها التركيز على وحدة الشعب الأمريكي، وعزمه القضاء على ما سماه "التطرف الإسلامي"، ورؤية "أمريكا أولاً".
حيث قال: "هذه اللحظة تعود لكم أنتم الشعب، فنحن ننقل السلطة من واشنطن العاصمة ونعيدها لكم... لدينا قلب واحد ووطن واحد نتشارك له، القسم الذي رددته اليوم هو عهد ولاء لكل الشعب الأمريكي".
وتابع:"من هذا اليوم ستكون أمريكا أولاً هي رؤيتنا. عندما تتوحد بلادنا فلا يوجد شيء يوقفها". مستطرداً: "لن نقبل سياسيين يقولون دون فعل. وقت الكلام انتهى وحان أوان الفعل".
وفي وقت سابق صباح اليوم، غادر باراك اوباما بشكل نهائي البيت الأبيض في ختام ولايتين رئاسيتين، ووصل مع دونالد ترامب الذي سيخلفه في رئاسة الولايات المتحدة الى الكابيتول من اجل اداء القسم.
وكان اوباما وترامب التقيا في البيت الابيض مع زوجتيهما قبل أن يغادرا جميعا في نفس الموكب الى الكابيتول، مقر الكونغرس.
وغادر الرئيس الاميركي المنتهية ولايته باراك اوباما صباح الجمعة المكتب البيضاوي للمرة الاخيرة قبل أن يتجه لاستقبال الرئيس المنتخب دونالد ترامب وزوجته ميلانيا في البيت الابيض.
ودخل اوباما المكتب البيضاوي حيث يعمل الرؤساء الاميركيون حاملا رسالة للرئيس الذي سيخلفه ووضعها على المكتب الذي يستخدمه الرؤساء المتعاقبون ويعود للقرن التاسع عشر.
ومن التقاليد أن يترك الرئيس المنتهية ولايته رسالة شخصية لخلفه.
ثم تناول باراك وزوجته ميشيل الشاي مع ترامب وزوجته قبل أن يغادروا معا الى مبنى الكونغرس (الكابيتول) لحفل التنصيب.
ولدى سؤال اوباما اثناء مروره في ممر الجناح الغربي حول ما اذا كان يشعر بالحنين، قال "بالطبع". وعندما طلب منه أن يقول كلمة اخيرة للشعب الاميركي قال "شكرا لكم".
ولدى وصول اوباما الى المكتب البيضاوي قبل ثماني سنوات وجد رسالة شخصية من سلفه جورج دبليو بوش جاء فيها "قلة فقط اتيح لهم شرف حمل المسؤولية التي تشعر بها الان. وقلة فقط يعرفون مشاعر السرور بهذه اللحظة والتحديات التي يواجهونها". واضافت الرسالة "ستمر بلحظات صعبة. وسيثور منتقدوك. وسيخيب اصدقاؤك" آمالك. ولكن سيكون الله دائما الى جانبك ليطمئنك، وعائلتك التي تحبك وبلدك الذي سيساندك بمن فيهم انا". وتابع بوش في الرسالة "مهما واجهك فانك ستستمد الهامك من طبيعة وتعاطف الشعب الذي تقوده الان".
تظاهرات مناهضة
وتأتي مراسم التنصيب في الوقت الذي أقدم فيه مئات من الملثمين يرتدون زيا اسود على التجمع تعبيرا عن رفضهم للرئيس المنتخب دونالد ترامب برشق الحجارة وتحطيم النوافذ في وسط واشنطن بحسب صحافيين. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. وتم تحطيم الواجهة الخاصة بمقهى "ستاربكس" خصوصا وذلك قبل أن يقوم ترامب باداء اليمين الدستورية في مبنى الكابيتول.
واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، وكانت معظم التظاهرات الصاخبة سلمية وضمت مجموعة من المناهضين للعنصرية وناشطات في حقوق المرأة، وانصار الهجرة ومعارضي الحرب والجماعات الداعية الى تشريع الماريجوانا. ولكن في حادث واحد على الاقل ظهرت مجموعة من الشباب الذين يرتدون ملابس سوداء من بين الحشود وحطموا نوافذ احد البنوك ومطعما للوجبات السريعة والقوا الحجارة، فيما رشقتهم الشرطة ببخاخات الفلفل.
وهتف المتظاهرون "لا للترحيل، لا للفاشية في الولايات المتحدة". وقال مشارك في التظاهرة يعمل في القطاع المالي (27 عاما) وهو من تامبا باي في فلوريدا طلب عدم الكشف عن اسمه إن فوز ترامب في الانتخابات يخيفه. واضاف: "لا يوجد امل سوى أن تعارضه القواعد الشعبية".
وجاء المحامي ريني شتينهاغن (61 عاما) من نيويورك للاحتجاج على تنصيب ترامب. وقال "انا هنا للاعراب عن رفضي للتغيير الذي ينتظرنا". واضاف "هذه الادارة تبدو اكثر تطرفا من اي ادارة اخرى. هذا عمل مقاومة. انه افضل من البقاء في المنزل".