سؤال لم نسمعه يُطرح ولن نسمعه يُطرح في عالمنا العربي، على الأقل في المستقبل المنظور: ماذا سيفعل الرئيس بعد انتهاء فترته الرئاسية؟
كيف سيعيش؟ أين سيعيش؟ كيف ستكون حياته؟
أما في الدول الديمقراطية، فالأمر بديهي وعادي جداً.
فماذا عن الرئيس الذي يحكم أقوى دولة في العالم، وسيترك تلك السلطة، عن طيب خاطر، غداً.
في آخر تصريح له للصحافة رداً على سؤال عن مشاريعه لما بعد الرئاسة، أوباما قال: "أريد أن أكتب، أريد كثيراً من الهدوء. وكلاماً قليلاً". وفي حين وعد أنه سيتابع برنامجه في مكافحة التمييز العنصري، وقد استأجر لذلك مكاتب في واشنطن؛ قالت زوجته إنه يسرها أن تشاركه في تلك المكاتب وإنها ستعمل على النضال لتعليم الفتيات في العالم، ضمن برنامج "دعوا الفتيات يتعلمن".
مبدئياً، سيبقى الزوجان في واشنطن على الأقل لسنتين تاليتين إلى أن تنهي ابنتهما دراستها الثانوية ولا تضطر إلى تغيير مدرستها. وستسكن العائلة في منزل فخم، على مسافة ربع ساعة من البيت الأبيض بالسيارة، وبأجرة شهرية تقارب 20.000 دولار.
وفي هذا السياق، قال باراك أوباما منذ عام: "هناك ثلاثة أشياء أكيدة في الحياة: الموت والضرائب وأن لا تدخل زوجتي معترك الانتخابات الرئاسية"، وقد أكدت ميشيل أوباما بنفسها عدة مرات؛ فهي لا تستسيغ أبداً السياسة والسياسيين، ولن تتبع خطوات هيلاري كلينتون. بل الراجح أكثر أن تنسحب من حياة الأضواء.
عادة ما تتابع السيدة الأولى متابعة بعض الأنشطة والقضايا التي انبرت للدفاع عنها أثناء وجودها في البيت الأبيض. وقبلها، كانت لزوجات الرؤساء الأمريكيين نشاطاتهن أيضاً بعد انتهاء فترة أزواجهن الرئاسية وقضايا يتابعنها. فزوجة جيمي كارتر، روزالين، كتبت مذكراتها التي لاقت رواجاً كبيراً جداً خاصة أن السيدة الأولى قد كشفت فيها عن إصابتها بسرطان الثدي الأمر الذي شجع ألاف النساء على القيام بالكشف الطبي اللازم للوقاية من هذا المرض؛ كما كانت تعمل مع المصابين بأمراض عقلية. وزوجة فورد أسست مركزاً لرعاية الإدمان وقد عالجت آلاف الناس. أو حتى زوجة فرانكلين روزفلت التي ظلت، بعد وفاة زوجها، مناضلة في أكثر من قضية إنسانية ووطنية.
فهل ستكتب ميشيل أوباما مذكراتها؟ ربما، لا سيما أنها هي من يكتب خطاباتها بنفسها. ووفقاً لصحيفة النيويورك تايمز، يقدر الناشرون أن توقيع عقد كتاب مع آل أوباما بحوالي 45 مليون دولار: "نعتقد أن مذكرات السيدة ميشيل أوباما قد تكون أغلى مذكرات في التاريخ"؛ علماً أن مذكرات هيلاري كلينتون قد حصَّلت 8 ملايين دولار. أما باراك أوباما فقد ألف ثلاثة كتب عادت عليه بأكثر من 15 مليون دولار.