بينت دراسة حديثة أنه يمكن، نظرياً، استعادة الذكريات التي محاها مرض الزهايمر عبر تحفيز الخلايا العصبية لكي تقوم بإنشاء اتصالات جديدة فيما بينها.
فقد أظهرت دراسة أقيمت على فئران أن ثمة إمكانية لتطوير علاج مستقبلاً يستعيد الذكريات المفقودة، على أن يتم ذلك في المراحل الأولى للمرض. وقد استخدم العلماء لذلك تقنية مبتكرة لتحفيز وتنشيط الخلايا المسؤولة عن الذاكرة في منطقة الحصين في الفص الصدغي من الدماغ.
وتمت التجربة على فئران في المختبر حيث تم "ضرب" مجموعتين من الفئران بالكهرباء في أقدامها: فئران سليمة وفئران تم "تعديلها" لتعاني من أعراض الزهايمر. النتيجة أن الفئران السليمة أبدت أعراض خوف، أما المصابة فلم تبد شيئاً لأنها "نسيت" الخوف. لاحقاً قام العلماء بتحفيز دماغ الفئران المصابة باستخدام ضوء أزرق خاص على دفعات دقيقة ومحددة.
ويقول باحث في معهد ماساسوستش للعلوم التكنولوجية "هذا يعني أن الذكريات لا تزال هنا، وإن ظهر أنها قد ذهبت؛ تبقى المسألة في كيفية استخراجها من جديد".
ويقول الدكتور دوغ براون، مدير الأبحاث في جمعية مرض الزهايمر: "أحد مفاتيح العلاج هي أن نفهم ما إذا كان فقدان الذاكرة مردّه إلى وجود مشكلة لدى المصاب في تخزين الذكريات وتصنيفها أم في استعادتها واستخدامها وقت يريد. هذه الدراسة على الفئران ستفيدنا في إدراك السر وراء العمليات الدماغية التي تؤدي إلى فقدان الذاكرة خلال المراحل الأولى من المرض. إذ يبدو من هذه الدراسة أن العثور على الذكريات واستعادتها هي المشكلة".
إنه لخبر سار بالتأكيد، لكن الطريق لا تزال طويلة قبل أن تتم تجربة هذا النوع من "العلاج" على البشر. إذ لا يملك العلماء، حتى الآن ما يمكّنهم من تحفيز الدماغ البشري كما يفعلون مع الفئران.
ونسأل الله العافية.