واشنطن تقترح إنشاء ممر اقتصادي بين الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط
- وكالة الأناضول للأنباء, اسطنبول
- Sep 10, 2023
كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام قادة قمة العشرين، عن مشروع ممر اقتصادي يربط الهند بأنحاء أوروبا عبر الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل، يضم استثمارات في السفن والسكك الحديدية.
وقال بايدن إن اتفاقية الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا عبر خطوط سكك حديد وخطوط بحرية اتفاقية "تاريخية".
وأكد أن الاتفاقية تنافس اتفاقية الحزام والطريق التي ترعاها الصين.
ونوّه الرئيس الأمريكي أن "العالم يقف عند نقطة انعطاف في التاريخ".
وأشار إلى أن "القرارات التي نتخذها في إطار قمة العشرين اليوم ستؤثر على مستقبلنا جميعا لعقود قادمة... وهي نقطة تصبح فيها استثماراتنا أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وأكد أن "الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا سيشهد استثمارات في السفن والسكك الحديدية"، مع دور قيادي للمملكة العربية السعودية.
وتمّ التوقيع على اتفاق مبدئي السبت في نيودلهي، بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقاً لبيان نشره البيت الأبيض.
وقال الرئيس الأميركي معلّقاً على هذا التوقيع "إنه أمر مهم حقاً"، متحدثاً عن اتفاق "تاريخي" خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين.
من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أنّ المشروع "أكبر بكثير من مجرّد سكك حديد أو كابلات"، مشيرة إلى "جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات".
وفي ختام اللقاء، اقترب جو بايدن من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مضيف قمة مجموعة العشرين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من اجل مصافحة جماعية.
- بايدن ومحمد بن سلمان -
قبل عام ونيف، أثار الديموقراطي البالغ 80 عاماً جدلاً حاداً عندما أبدى تراجعاً، خلال زيارته المملكة العربية السعودية، عن موقفه تجاه محمد بن سلمان، الذي نظرت إليه الولايات المتحدة على أنّه راعي جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.
منذ ذلك الحين، تكثف الولايات المتحدة جهودها لتعزيز العلاقات مع المملكة النفطية، مبرّرة الأمر بمصالحها الاستراتيجية.
وجاء في وثيقة نشرتها إدارة بايدن بشأن إعلان "الممر" الكبير بين الهند وأوروبا، "نريد إطلاق حقبة جديدة متصلة عبر شبكة سكك حديد، وربط الموانئ في أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا".
والهدف هو إنشاء "عقد تجاري"، مع "تشجيع تطوير وتصدير الطاقة النظيفة"، وفق الوثيقة. وسيشمل المشروع أيضاً مدّ كابلات بحرية.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك ساليفان إنّ المشروع يجب أيضاً أن "يعزّز التكامل في الشرق الأوسط"، بما في ذلك بين "شركاء غير محتملين"، مشيراً في الوقت ذاته إلى إسرائيل والأردن من بين الدول المعنية.
ويحاول جو بايدن، الحريص على ترك بصمته الدبلوماسية في المنطقة، إقناع السعودية وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما.
غير أنّ ساليفان أوضح أنّ الاتفاق على مشروع البنية التحتية الرئيسي، والذي لا يزال جدوله الزمني غير واضح، "ليس إشارة تمهيدية للتطبيع على وجه التحديد".
وبهذا الإعلان، يحاول الرئيس الأميركي ملء المساحة التي تركها الرئيس الصيني شي جينبينغ شاغرة، عبر عدم توجهه إلى نيودلهي لحضور قمة مجموعة العشرين، على غرار نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
- إفريقيا -
من جهة أخرى، أعلنت الولايات المتحدة وأوروبا أنهما توحّدان جهودهما لدعم مشروع آخر للبنية التحتية، وهذه المرة في إفريقيا. وهذا المشروع هو "ممر لوبيتو"، الذي يربط جمهورية الكونغو الديموقراطية وزامبيا عبر ميناء لوبيتو في أنغولا.
وقال مايكل كوغلمان الخبير في شؤون جنوب آسيا في مركز ويلسون في واشنطن عبر منصة "إكس" إنّه "إذا تحقّق ذلك، فإنّه سيغيّر قواعد اللعبة عبر تعزيز الروابط بين الهند والشرق الأوسط"، مضيفاً أنّ ذلك "يهدف إلى مواجهة مبادرة الحزام والطريق".
وتقوم بكين من خلال "مبادرة الحزام والطريق" التي تأتي ضمن إطار برنامج "طرق الحرير الجديدة" باستثمارات ضخمة في عدد من الدول النامية لبناء البنية التحتية.
ويهدف هذا المشروع إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى خارجها، من خلال بناء الموانئ وشبكات السكة الحديد والمطارات أو المجمّعات الصناعية، ممّا يسمح للعملاق الآسيوي بالوصول إلى المزيد من الأسواق وفتح منافذ جديدة أمام شركاته.
غير أنّ معارضيه يعتبرون أن بكين تهدف منه إلى تعزيز نفوذها السياسي، كما ينتقدون الديون الباهظة التي يرتّبها على الدول الفقيرة. وكان جو بايدن قد وصفه في حزيران/يونيو الماضي بأنّه "برنامج الديون والمصادرة" الذي "لن يذهب بعيداً جداً".
وأشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أنّه "ضمن هذه الفكرة (الممر اللوجستي الجديد)، هناك منافسة مع طرق الحرير"، معتبراً أنّ إعلان نيودلهي "مجرّد بداية لقصة طويلة".