الأحداث الأكثر مأساوية التي شهدها عام الـ 2019
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Dec 31, 2019
شهد عام 2019 مآسي في جميع أنحاء العالم. لكن الهجمات الإرهابية القاتلة في نيوزيلندا وسيريلانكا، أظهرت مشكلة التطرف المتزايد بوضوح، كما استمرت وفيات المهاجرين ممن يحاولون الوصول إلى أوروبا في تصدر عناوين الصحف على مدار العام.
هجوم "كريست تشيرش" الإرهابي
جاء إطلاق النار الذي استهدف المسلمين في مساجد مدينة "كريست تشيرش" النيوزيلندية في 15 مارس، كأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ البلاد. وقد راح ضحيته واحد وخمسون شخصاً في مسجدين في المدينة، على يد إرهابي دموي يؤمن بالتفوق العرقي. تم الهجوم بأسلحة نصف آلية، وتم بثه مباشرة على الفيس بوك في سابقة هي الأولى من نوعها. وقد أصبحت هذه الأعمال الوحشية عنواناً لتزايد الإرهاب اليميني المتطرف، وراحت تنمو مع ازدهار اليمين المتطرف في أوروبا واليمين المتطرف في أمريكا، الأمر الذي يشجع على ظهور المزيد من الإرهابيين المحتملين.
وقام المسلح الأبيض ببث لقطات فيديو على الإنترنت تلت هجومه، تحدث فيها عن معتقداته النجسة التي دفعته لارتكاب هذه المذبحة. وبالرغم من تعرض شركات التواصل الاجتماعي لضغوط متزايدة لمنع استضافة ما نشره المشتبه به حول إطلاق النار في نيوزيلندا. والفيديو الشنيع ظل متوفراً على الفيس بوك واليوتيوب وتويتر لفترة طويلة نسبياً، مما أثار أسئلة جديدة حول قدرة هذه الشركات على إدارة المحتوى الضار على منصاتها.
وأظهرت وثيقة تركها المجرم أن الدافع وراء الهجوم هو المشاعر العميقة المعادية للمسلمين، وكراهية الأجانب التي كثيراً ما تستهدف الأتراك في أوروبا. كما تعرض الرئيس رجب طيب أردوغان لتهجم صريح في النص المليء بالكراهية.
هجمات عيد الفصح الإرهابية في سيريلانكا
أسفرت التفجيرات الانتحارية القاتلة في سيريلانكا يوم عيد الفصح 21 أبريل، عن مقتل 257 شخصاً، واستهداف ثلاث كنائس وثلاثة فنادق فاخرة. وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن هذا الهجوم. وبالرغم من فرض حظر التجول في كافة أنحاء البلاد بعد الهجوم الإرهابي المميت، بهدف كبح العنف المتزايد ضد المسلمين هناك، إلا أنهم لم يسلموا من الهجمات الانتقامية حيث نُهبت وأحرقت المساجد والشركات والمنازل المملوكة لهم في سريلانكا. بالاضافة إلى قتل رجل مسلم في منطقة "بوتالام" في البلاد.
يشكل المسلمون حوالي 9% من سكان سيريلانكا البالغ عددهم 21 مليون نسمة، ويعيش معظمهم في شرق الجزيرة ووسطها. وكانت المساجد وممتلكات المسلمين في البلاد قد تعرضت لهجمات واسعة النطاق، خاصة من قبل البوذيين. كما احتج بعض القوميين البوذيين على وجود لاجئي الروهنغيا المسلمين الذين قدموا من ميانمار المجاورة بعد أن تعرضوا لاضطهاد أصحاب القومية البوذية هناك.
وفيات المهاجرين في أوروبا
أصبحت الحوادث والمآسي المرتبطة بالمهاجرين أمراً معتاداً في جميع أنحاء أوروبا. ولا يزال عدم استعداد القارة لوضع حد لهذه المآسي، يمهد الطريق أمام حدوث المزيد في المستقبل.
وقد زاد اكتشاف جثث 39 مهاجراً في شاحنة مبردة في بريطانيا في أكتوبر الماضي، المآسي السابقة التي وقعت على مدار الأعوام القليلة الماضية في أوروبا. ويرجع فرار المهاجرين من بلدانهم إلى الصراعات في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، ومحاولة الوصول إلى أوروبا عن طريق البر والبحر. وقد أدى صمت أوروبا المستمر بشأن قضية اضطهاد المهاجرين إلى تحول مآسيهم إلى أمر معتاد والسماح بحدوث المزيد. وبالنظر إلى العدد الكبير لوفيات المهاجرين التي حدثت في جميع أنحاء أوروبا في السنوات السابقة، يبدو موضوع الشاحنة هذه والجثث التي عثر عليها بسيط نسبياً، إذ تم العثور على جثث 58 صينياً محشورين في شاحنة طماطم في ميناء دوفر الجنوبي عام 2000. وتم اكتشاف جثث متحللة لـ 71 مهاجراً في الجزء الخلفي من شاحنة في النمسا، وكانت الشاحنة التي عثر عليها على طريق سريع بالقرب من الحدود المجرية، تحمل جثثاً لـ 59 رجلاً و8 نساء و3 أولاد صغار ورضيع واحد.