بعيون مراهقة وواقعية.. فيلم "فرحة" الأردني يقدم أحداث "النكبة"
- وكالة الأناضول للأنباء, عمان
- Dec 13, 2022
أثار الفيلم الأردني "فرحة"، والذي يروي أحداث حقيقية حدثت أثناء نكبة 1948، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى غضب عارم في الأوساط الإسرائيلية، بسبب ما أظهره من وحشية العصابات الإسرائيلية في تنفيذ مجازر بحق قرى فلسطينية بالكامل.
لكن على الجانب الآخر، رأي الناقدان السينمائيان الأردنيان حسن وإسراء الردايدة، أن الفيلم اتخذ زاوية جديدة في التعريف بالقضية الفلسطينية، وتحدث عن حقائق مؤلمة يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ويحكي فيلم فرحة قصة فتاة فلسطينية تدعى "فرحة"، تبلغ 14 عاماً، شهدت على اقتحام القوات الإسرائيلية قريتها وإعدام المدنيين إثر النكبة.
وقال حسن: "فيلم فرحة أحد ثلاثة أفلام روائية أردنية طويلة أُنجزت العام الماضي، ضمن فعاليات صندوق الأفلام الأردني المستقل، وجالت بنجاح في العديد من المهرجانات السينمائية، ولاقت إعجاباً من النقاد والمشاهدين".
وأضاف: "حازت الأفلام الثلاثة وهي بنات عبد الرحمن، والحارة، وفرحة، على جوائز متعددة".
ولفت إلى أن فيلم فرحة ناقش مسألة الصراع العربي الإسرائيلي من خلال وجهة نظر فتاة مراهقة تعيش إلى جوار أسرتها إبان النكبة عام 1948.
واستدرك: "مخرجة الفيلم دارين سلّام، تعاملت مع هذا الموضوع بذكاء وفطنة، حيث سمحت للفيلم أن يشق طريقه إلى قلوب الناس بثقافات متغايرة، وتعاملوا مع السردية الفلسطينية بفهم أفضل".
وأرجع حسن سبب ذلك، إلى قدرة المخرجة وبراعتها في اختيار قصة بسيطة إبان اللحظات الأولى لاحتلال الجماعات الصهيونية لقرى وبلدات في الريف الفلسطيني.
وفي ذكره لتفاصيل العمل قال: "يسعى والد الفتاة في الفيلم لحمايتها من هذه العصابات (الصهيونية)، ويحاول حمايتها من خلال الحد من تحركاتها والتحفظ عليها داخل غرفة المؤن بالمنزل، ريثما تهدأ الحال ويعود لاصطحابها.
وأردف: "طيلة مشاهد الفيلم، تنظر الفتاة إلى ممارسات الاحتلال البشعة من خلال ثقب بسيط أو من شباك صغير، والتي كانت تتم بالتعاون مع جنود الاستعمار البريطانيين آنذاك".
واعتبر أن الفيلم "قدم أسلوبا جديدا في طرح القضية الفلسطينية، بعيدا عما اعتاد عليه المشاهد العربي، فهو لم يتطرق لحروب طاحنة ومشاهد دموية، بقدر ما وضع هذه الحرب خلفية لتفاصيل العيش اليومي للمجتمع الفلسطيني".
** إسرائيل تنتقد "نتفليكس"
وعن أسباب قيام منصة "نتفليكس" بعرض الفيلم رغم الانتقادات الإسرائيلية، ذكر حسن، أنها منصة لترويج كل ما هو منجز لثقافات الناس المختلفة.
وأوضح أن المنصة "عرضت أفلاما تدعم وجهة النظر الإسرائيلية، وعرضها لهذا الفيلم بمثابة محاولة منها لعرض وجهة النظر الأخرى وهي الجانب العربي للسعي لإيجاد نوع من التوزان".
من جانبها، قالت الردايدة: "بالتأكيد الاحتلال الإسرائيلي يرفض أي فيلم يتناول أو يتحدث عن حقائق وفظائع ما ارتكبه بحق فلسطين والفلسطينيين".
وأضافت: "فرحة فيلم يتحدث عن النكبة عندما دخل المحتل إلى فلسطين وأخذ أرض أهلها ورحّلهم من بيوتهم، ومن رفض كان مصيره القتل أو التعذيب".
وشددت على أن الفيلم من حيث الواقع "لم يأتِ بجديد، فهذا واقع ما يتعرض له الفلسطينيون، ولكن تم تناول تلك الأحداث من وجهة نظر طفلة في عمر المراهقة، وهي مرحلة عمرية كانت من المفترض أن تبدأ حياتها، إلا أن المحتل حرمها ذلك".
واستطردت: "الاحتلال يرفض الفيلم لأنه لا يريد للعالم أن يرى حقيقته وواقعه، ليحاول لعب دور الضحية".
واختتمت الردايدة حديثها بالقول: "نتفليكس تتيح للعالم فرصة أن يرى بشاعة الاحتلال وما يفعله، فإتاحة المحتوى باختلاف مصادره هو دور الفن والسينما والإعلام والمنصات الرقمية (..) الفن وسيلة للمقاومة والحديث عن الحقيقة".
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أدانت إسرائيل على لسان عدد من وزرائها، بينهم وزيرا المالية أفيغدور ليبرمان والثقافة حيلي تروبر، عرض "نتفليكس" للفيلم الذي يظهر مشاهد لقتل الجيش الإسرائيلي عائلة فلسطينية ضمن ما يطلق عليه الفلسطينيون "النكبة".
ويُطلق مصطلح "النكبة" على عملية تهجير الفلسطينيين من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.
واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم في ذلك العام الذي شهد تأسيس إسرائيل، هربا من "مذابح ارتكبتها عصابات صهيونية" أدت إلى مقتل نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقرير حكومي فلسطيني.