في سابقة غير معهودة، بدلت الشاشات المحلية اللبنانية عاداتها ودخلت المنافسة بالموسم الدرامي لشهر رمضان من باب الأعمال التركية.
المسلسلات التركية حلت ضيفة على اللبنانيين خلال الشهر الفضيل دون منازع، في ظل غياب لافت للأعمال المحلية والعربية المشتركة، وحضورها بشكل خجول بعد تأجيلها، لتعطل استكمال التصوير بسبب تدابير أقرّتها السلطات لمنع تفشي كورونا.
** الدراما التركية الأفضل
واعتبر الصحفي والناقد التلفزيوني راغب حلاوي، أن دخول المسلسلات التركية على خط المنافسة خلال شهر رمضان أمر بديهي، لأنها من أفضل الصناعات الدرامية على الإطلاق.
ويقول حلاوي: "حبكة المسلسلات التركية قادرة على جذب المتابع اللبناني طوال فترة عرض العمل، لأنه يحمل في طياته رسائل إنسانية واجتماعية وسياسية".
وعما إذا كانت تلك المسلسلات ستكسب الرهان في رمضان 2020، يجيب: "بكل تجرد الأعمال التركية استطاعت منافسة نظيرتها اللبنانية والعربية، حتى أنها تغلبت في كثير من الأحيان".
ويشير حلاوي إلى أنه مع انسحاب الأعمال اللبنانية بسبب الكورونا، باتت المسلسلات التركية في الساحة من دون منازع.
ويوضح أن الدراما التركية "تتفوق على غيرها نتيجة تطورها الدائم، وبراعة المخرجين والممثلين، إضافة إلى الإنتاجات الضخمة، كما أن السيناريوهات غير مكررة".
ويتابع: "الشاشات اللبنانية عندما قررت دخول المنافسة عبر المسلسلات التركية، كانت على دراية بأن كل عمل منها له خاصية، وقادر على أسر المتابع خلال 30 يوما دون ملل".
** تصدّر الشاشات
وتتصدر الأعمال التركية الشاشات اللبنانية خلال شهر رمضان، إذ تعرض "Mtv" 3 مسلسلات، هي "حكايتنا"، "مرارة الحب" و"امرأة".
بدوره، يقدم "تلفزيون الجديد"، "حب أسود أبيض"، و"البحر الأسود" و"فضيلة خانم"، أما "LBCI" فتكتفي بعرض مسلسل "عشق ودموع".
** واقع آخر
ويعتبر لبنانيون أن متابعة الإنتاج التركي خلال الشهر الفضيل أمر ممتع، ولا سيّما أنه ينسيهم جائحة كورونا وينقلهم إلى واقع آخر.
وتقول غوى العطار (27 عاما، طالبة جامعية): "أتابع بانتظام مسلسل عشق ودموع، إنه أفضل ما يعرض على الشاشة".
أما هلا عشي (60 عاما، ربة منزل) فتشير أنها تتابع بصحبة الجيران مسلسل امرأة، "لما يحمل من تشويق ويأخذنا إلى عالم آخر حتى نشعر أننا نعيش في تركيا".
بدوره، يقول سامر سروجي (33 عاما، مهندس) إنه "من أشد المعجبين بالدراما التركية، وأفضل متابعتها على غيرها لا سيما بعد الافطار، لأنها قادرة على أن تنسينا همومنا اليومية".
وظهرت المسلسلات التركية المدبلجة إلى العربية على التلفزة المحلية عام 2007، حتى أصبح اللبنانيون من أكثر الشعوب العربية متابعة لها وإعجابا بها.
** أصداء إيجابية
ويقول الإعلامي فراس حليمة: "إن الأعمال التركية باتت مألوفة وراسخة في أذهان المتابع اللبناني، لا سيما أنها كسبت شهرة واسعة منذ عرض مسلسل نور، وحريم السلطان، وغيرها".
ويستطرد: "القنوات المحلية لم تخض المنافسة الرمضانية مع المسلسلات التركية لأنها تدرك أن المشاهد اللبناني يحب هذه الأعمال، إضافة إلى أنها غير مكلفة، خصوصا أن المحطات تمر بأزمات مالية".
وعن نجاح المسلسلات التركية، يقول حليمة: "الشارع اللبناني أعجب بهذه الأعمال، والأصداء إيجابية، وخاصة مسلسل امرأة، الذي أحدث ضجة واسعة وأعلى نسبة متابعة بين المسلسلات المعروضة على شاشة MTV".