قالت إحدى خبيرات التواصل الاجتماعي إن المشاهدين الأتراك مدمنون على متابعة نوعين من البرامج التلفزيونية لا سيما المسلسلات ومباريات كرة القدم، وأضافت أن بعض الناس يقضون نصف يومهم أمام التلفزيون.
وقالت "إسراء إشلار" أن غالبية النساء التركيات يفضلن مشاهدة المسلسلات الرومانسية على التلفزيون، في حين يهتم الرجال بأفلام الإثارة أكثر.
وأضافت: "عندما ننظر إلى التصنيفات، نجد أن هذين النوعين من المحتوى التلفزيوني يهيمنان على التصنيف العالمي. وهناك أيضاً البرامج الإخبارية التي تأتي ضمن المراكز العشرة الأولى".
وأضافت "إشلار" أن ولع الشعب التركي بالتلفزيون يقترب من الإدمان، حيث يقضي الشباب الذين تجاوزوا الخامسة عشر من العمر والعاطلين عن العمل نصف وقتهم في مشاهدة التلفزيون، مضيفةً أنه يتوجب تقييم الأسباب الكامنة وراء هذا الإدمان عن كثب.
ومن بين المسلسلات التركية الأكثر مشاهدة على شاشة التلفزيون، مسلسلات الدراما الشعبية والمسلسلات التاريخية والرومانسية. ومن أشهر المسلسلات التاريخية مسلسل "قيامة أرطغرل" الذي حاز على اهتمام جمهور التلفزيون في جميع أنحاء تركيا والبلاد المحيطة بها منذ انطلاقه في عام 2014. وهو واحد من أكثر صادرات التلفزيون التركي نجاحاً في السنوات الأخيرة، ويعرض تاريخ الأتراك في القرن الثالث عشر بدءاً من حياة "أرطغرل" والد عثمان الأول، زعيم الأتراك العثمانيين ومؤسس السلالة التي أقامت الإمبراطورية العثمانية وعززت حكمها.
وأشارت "إشلار" إلى تغير عادات المشاهدة لدى الناس بين الماضي والحاضر، ففي السابق اعتاد الناس على مشاهدة التلفزيون بشكل جماعي، بينما انتشرت عادة المشاهدة الفردية في أيامنا الحالية بسبب تطور التكنولوجيا التي أثرت على العادات الاجتماعية بشدة.
وأضافت: "صار بإمكان الناس أن يشاهدوا البرامج التي يفضلونها على موقع يوتيوب باستخدام هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر أيضاً. لقد زاد تنوع شاشات العرض، والكثير من الناس شغلوا أوقات فراغهم بذلك".
ووفقاً لمسح إحصائي أجري في 15 مقاطعة تركية، تبين أن ثمانية من كل 10 أشخاص لديهم حساب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقضون وسطياً أربع ساعات يومياً.
يذكر أن البرامج والمسلسلات التركية لا تحظى بشعبيةٍ كبيرةٍ في البلاد فحسب، بل إنها محط إعجاب كبير في جميع أنحاء العالم أيضاً، حيث يتم بثّها في أكثر من 140 دولة حالياً. كما ارتفعت صادرات المسلسلات التركية إلى 500 مليون دولار في عام 2018، بعد أن كانت 350 مليون دولار في عام 2017. وتعد الأفلام والمسلسلات التركية، الأفضل من نوعها في العديد من مناطق العالم المختلفة، بما فيها بلدان الشرق الأوسط والبلقان وإفريقيا وأمريكا الجنوبية وآسيا الوسطى والشرق الأقصى.
وكان وزير الثقافة والسياحة "محمد نوري إرسوي" قد صرح في وقت سابق، أن تركيا حققت أرقاماً عالية جداً في صادرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية. ولفت الوزير الانتباه إلى حقيقة أن تركيا تحتل المرتبة الثانية في صادرات قطاع التلفزيون والسينما، بعد الولايات المتحدة، وهي مرتبة عالية جداً في الإحصاءات العالمية.