بعد انتشارها الواسع في مناطق واسعة من العالم، خاصة العالم العربي، بدأت المسلسلات التركية تغزو شاشات قارة أمريكا الجنوبية حيث تلقى رواجًا كبيرًا بفضل نوعيتها ومجالات اهتمامها التي تخاطب مختلف المجتمعات.
حيث قال الدكتور "محمد أوزقان"، مدير فرع وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) (حكومية تابعة لرئاسة الوزراء) في كولومبيا، إن المسلسلات التركية باتت ظاهرة في أمريكا اللاتينية.
وقال "إن مسلسل القرن العظيم Muhteşem Yüzyıl (المعروف باسم حريم السلطان في العالم العربي)، يحطم حاليًا أرقامًا قياسيًا بعدد المشاهدين في كولومبيا".
كما أن البارغواي تعرض حاليًا ثلاث مسلسلات تركية تدخل ضمن المراتب الثلاثة الأولى في عدد المشاهدات هناك، إذ القارة بكاملها تتابع المسلسلات التركية، بحسب أوزقان
وأكد المتحدث أن تلك المسلسلات ساهمت بشكل كبير في التعريف بتركيا لدى أمريكا الجنوبية الذين بدأ تعلق سكانها بها بعد مشاهدة مسلسل "العشق الممنوع"، لتصبح مشاهدة المسلسلات التركية هوساً لديهم.
وأضاف أن موجة متابعة المسلسلات التركية التي بدأت مع العشق الممنوع في أمريكا الجنوبية استمرت مع مسلسلات "أليف"، و"ما ذنب فاطمة غول؟"، و"العشق الأسود"، و"العروس الصغيرة"، والآن يحطم مسلسل "حريم السلطان" الأرقام القياسية.
وحول سبب الإعجاب بالمسلسلات التركية، أفاد أوزقان أن "المواطنين في القارة اللاتينية يتمكنون من متابعة المسلسلات برفقة أطفالهم لقولهم إن مواضيعها لا تتعارض مع ثقافتهم الأخلاقية والاجتماعية".
وأضاف في هذا الصدد، "كما أن تلك المسلسلات لا تحتوي مقاطع جنسية أو عنف مفرط، إنما قصص حب ومشاعر خالية من الجنس، ومواضيع إنسانية، وقصص من الحياة".
وأردف أن "القارة اللاتينية تشهد تغيرًا اجتماعيًا، وحداثةً سريعة مشابهة لما تشهده تركيا، فمفاهيم الأسرة وعلاقة الذكر والأنثى ومواضيع الحب تؤثر بشكل كبير فيهم، وربما هذا ما يجذبهم إليها".
وبيّن أوزقان أن المواضيع الكلاسيكية التي تحتوي على قصص قائمة على الجريمة والمخدرات والملاحقات والجنس لم تعد مرغوبة لدى عموم المجتمع هناك.
وبعد أن باتت المسلسلات التركية ظاهرة فريدة في أميركا اللاتينية، بدأت الشركات التركية اللاتينية المشتركة التحرك لإنتاج مسلسلات مشتركة، بحسب أوزقان.
وبخصوص هذا الموضوع، أشار المتحدث أن مجموعة إنتاج برازيلية وقعت مع شركة تركية عقد مشروع مسلسل مشترك.
وأضاف "بُث المسلسل المشترك في البرازيل ولاقى رواجًا كبيرًا لدى المشاهدين، حتى إن القارة بأسرها كما البرازيل يدعون إلى منح تسهيلات للأتراك وإنتاج مسلسلات هناك لتعزيز الصداقة".
وشدد أوزقان أنهم في "تيكا" يسعون لتعزيز الرؤية الإيجابية تجاه تركيا المتزايدة في القارة اللاتينية مؤخرًا.
وأشار بهذا الخصوص أن أكبر مثال ملموس على ذلك هو تزايد أعداد السائحين القادمين إلى تركيا من القارة خلال الأعوام الستة الأخيرة بضعفين، حيث وصل عددهم حاليًا إلى 300 ألف بعد أن كان 130 ألف خلال 2011.
ودخلت المسلسلات التركية قارة أمريكا الجنوبية عبر تشيلي، بعد أن لاقى مسلسل "ألف ليلة وليلة"، رواجًا وإعجابًا كبيرًا من المشاهدين هناك.
وبسبب اكتسابها شعبية كبيرة بين المشاهدين في تشيلي، ساعدت تلك المسلسلات على إنقاذ عدة قنوات تلفزيونية خاصة كانت تعاني من تدني نسب المشاهدة، قبل أن ترتفع بشكل كبير بعد عرضها مسلسلات تركية.
ومن تلك الفضائيات قناة Mega TV التي استطاعت أن تتفوق على القنوات المنافسة بعد أن بدأت عرض المسلسلات التركية رغم أنها كانت تعاني انخفاض نسب مشاهدتها من قبل.
وتحتل تركيا المركز الثاني عالميا في تصدير المسلسلات بعد الولايات المتحدة، وتأتي الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط على رأس مستورديها.
كما نجحت المسلسلات التركية في جذب المشاهدين في دول البلقان وأمريكا الجنوبية، ودخلت خط المنافسة في روسيا والشرق الأوسط.
وتصدر تركيا مسلسلاتها إلى 102 دولة حول العالم، وتجني من وراء ذلك مكاسب تقدر بمئات ملايين الدولارات.