أخلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" 9 قرى في ولاية جناق قلعة كإجراء احترازي بعد أن اجتاح حريق الغابات شمال غربي الولاية، منذ ظهر الثلاثاء، وأدى الحريق إلى مشاكل صحية لـ 83 شخصاً، فيما احتاج 48 مريضاً إلى رعاية طبية، فيما تواصل السلطات العمل على إخماد الحرائق.
وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، عبر منصات التواصل الاجتماعي، إنهم نشروا 2659 عنصراً من مختلف الوكالات للعمل على إخماد الحرائق، بما في ذلك وزارة الدفاع، وإدارة الكوارث والطوارئ "آفاد"، والمديرية العامة للغابات، والشرطة والدرك، والبلديات، والإدارات الخاصة.
وأضاف الوزير: "كما تم حشد أسطول هائل من الموارد، بما في ذلك ثماني طائرات و26 طائرة هليكوبتر و240 خزان مياه و71 صهريج مياه، إلى جانب 328 مركبة أخرى، إلى المنطقة، وأنه جرى تنفيذ خطة استجابة شاملة، أدت إلى إخلاء 337 أسرة و1251 مواطناً من تسع قرى في المنطقة المتضررة".
كما لم تسلم حتى مرافق رعاية المسنين من الحريق، حيث تم نقل 72 من سكان دار رعاية المسنين في قرية "ساريكايلي" بأمان إلى مؤسسة الائتمان والمهاجع (KYK) في "تيرزي أوغلو".
وفي محاولة لمنع المزيد من الخطر، تم إغلاق طريق جناق قلعة - جان السريع مؤقتاً أمام حركة المرور، كما شهد مضيق جناق قلعة تقييداً في النقل البحري بسبب حالة الطوارئ.
وقدم وزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي معلومات مهمة حول الاضرار جراء الحريق، وكشف أن الحريق التهم بالفعل مساحة كبيرة تبلغ 1500 هكتار من الأراضي، منها 800 هكتار عبارة عن مناطق غابات كثيفة.
ولفت يوماكلي إلى الصعوبات التي واجهت مكافحة الحرائق ليلاً، والاعتماد على أربع طائرات هليكوبتر للرؤية الليلية، وقام فريق مكون من حوالي 1500 عنصراً، مدعوماً بحوالي 260 رشاش مياه ومعدات بناء، بمكافحة الحريق بلا كلل. ومع بزوغ الفجر، كان من المتوقع أن تنضم طائرات ومروحيات إضافية إلى الجهود المتواصلة.
وسلط يوماكلي الضوء على الوضع الأوسع لحرائق الغابات في جميع أنحاء تركيا، وكشف عن تسجيل ما يقرب من 29 حريقاً، يوم الأربعاء، وتم السيطرة على 26 حريقًا بنجاح.
وإلى جانب حرائث جناق قلعة، تمكنت السلطات التركية من السيطرة على الحرائق في منطقة "كاراجابي في ولاية بورصة، في حين تم إحراز تقدم كبير في الحد من حريق منطقة يني شهير بنفس الولاية.
وحذر يوماكلي من تأثير الرياح السائدة على الانتشار السريع للحريق الذي غطى حوالي 15 كيلومتراً (9 أميال) في غضون ست ساعات فقط، وعلى الرغم من التحذيرات التي وجهها سكان القرية المتضررة، إلا أن إجراءات الإخلاء لم يتم تنفيذها بعد، وقد وجد العديد من الأفراد الضعفاء، بما في ذلك كبار السن من قرية "ساريكايلي"، ملاذاً في المهاجع التي توفرها منظمة "KYK".
ولعبت الظروف الجوية دوراً محورياً، حيث وصلت درجات الحرارة الحارقة وسرعة الرياح إلى 70 كيلومتراً في الساعة (43 ميلاً في الساعة) ومستويات رطوبة منخفضة تصل إلى 19٪ مما ساهم في ضراوة الحريق خلال النهار.
وفي الوقت الحاضر، تحسنت حالة الطقس قليلاً، حيث بلغت درجات الحرارة حوالي 25 درجة مئوية، والرطوبة بنسبة 52%، فيما وصلت سرعة الرياح إلى 35 كيلومتراً في الساعة.
وأعرب يوماكلي عن امتنانه العميق لمختلف الوكالات والأفراد المشاركين في عمليات مكافحة الحرائق، معرباً عن أمله في سلامة ونجاح رجال الإطفاء الشجعان، ومؤكداً للمواطنين أن الوضع سيتحسن بتضافر الجهود التي ستبذلها طائرات إضافية من المقرر أن تنضم إلى العملية صباح اليوم.
وفي نداء أخير، حث يوماكلي على توخي الحذر، مؤكداً على أن الأفعال البشرية مسؤولة عن أكثر من 90٪ من حرائق الغابات، وناشد المواطنين عدم نشر معلومات كاذبة، وتحويل الموارد الثمينة بعيداً عن جهود إخماد الحرائق، وقال:"وبينما تقف الأمة متحدة في مواجهة الكارثة التي تلوح في الأفق، تظل المرونة والحكمة حاجة الساعة".