تركيا تتصدى بنجاح لحرائق الغابات وسط موجة الحر التي تسيطر على المنطقة

مع استمرار النيران المشتعلة في تدمير ولايتي هطاي ومرسين وجناق قلعة، تم إرسال فرق مخصصة للتدخل والسيطرة على الحرائق التي اندلعت لليوم الثاني.

كما تشكل الحرائق التي سببتها موجة حر سادت جنوب البلاد وغربها، سبباً آخر لارتفاع درجات الحرارة واندلاع حرائق جديدة.

ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، بدأ الحريق الذي اجتاح مساحةً شاسعة في منطقة بيلين/هطاي حوالي الساعة 2 ظهراً بالتوقيت المحلي، يوم الأحد عندما أشعل شخصان في بلدة صوغوكولوك النيران، أثناء محاولتهما إزالة القش من حديقتهما.

ولسوء الحظ، انتشر الحريق بسرعة في منطقة الغابات المحيطة، وتم إخلاء سكان بلدات المفتي وصوغوكولوك وبينليدير مع انتشار النيران التي تغذيها الرياح العاتية، بسرعة كبيرة.

وقام وزير الداخلية علي يرلي كايا ووزير الزراعة والغابات إبراهيم يوماكلي، بزيارة منطقة الحريق التي دمرتها النيران ليلاً وتفقدا العمل في الموقع.

وتحدث الوزير يرلي كايا إلى الصحافة، مشدداً على فتح تحقيق قضائي ضد الأفراد الذين ثبتت مسؤوليتهم عن التسبب في الحريق، كما كشفت جهود الدرك.

وقال: " وصلت جميع المؤسسات والمنظمات ذات الصلة على الفور إلى مكان الحادث. نحن على دراية بحرائق الغابات من خبرتنا السابقة والتحديات التي تمثلها". مشيراً إلى أن هذه المنطقة من الناحية الجغرافية عرضةً لرياح قوية لذلك يتم بذل جهود جبارة لمنع الحريق من الانتشار أكثر.

وأكد أنهم يراقبون الوضع عن كثب، مستخدمين اللقطات الجوية التي ترسلها طائرات بدون طيار مسلحة. وأضاف أنهم يأملون أن تُخمد النيران التي بدأت بالفعل بالتضاؤل، في أسرع وقت ممكن، وأن المساعي الجبارة لا زالت جارية حتى الآن.

وأشار الوزير إلى أنه تم إخلاء المواطنين من المناطق الخطرة، وقال: "نعلن بحزن أن سبعة منازل وأربع سيارات تضررت. وقد بدأت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ العمل اللازم فيما يتعلق بهذه الأمور اعتباراً من صباح اليوم".

وشاركت طائرات متخصصة وطائرات عمودية في التدخل الجوي الذي استمر بطائرة مروحية للرؤية الليلية. ويواصل حوالي 450 موظفاً من المديرية العامة للغابات وموظفي الخدمة المدنية في المؤسسات والمنظمات العامة الأخرى والسكان المحليين في المنطقة، العمل لليوم الثاني على التوالي لإطفاء الحريق.

من جانبه ذكر وزير الزراعة والغابات يوماكلي، أن 19 حريقاً اندلع يوم الأحد، وأن 16 منها تحت السيطرة.

وفي الوقت نفسه، تكافح الفرق بلا كلل حرائق الغابات من خلال التدخلات الجوية والبرية في منطقة غولنار في مرسين. حيث امتد الحريق الذي اندلع في حي كافاكولوغو في غولنار/مرسين يوم الأحد، إلى بلدات كوروجوك وجاوشلار وتيبي، مدفوعاً برياح عاتية. واستمرت عمليات الإطفاء طوال الليل، وتم إخلاء 373 منزلاً، مع تحول أربعة منازل بالفعل إلى رماد، كما أفادت وسائل إعلام محلية في وقت مبكر من يوم الاثنين.

اندلاع حرائق غابات في جناق قلعة

اندلع حريق غابات منفصل في قرية كيزيلكيشيلي/جناق قلعة وانتشر بسرعة إلى قريتي كمل ويوكاري أوكجولار. وبعد أكثر من 20 ساعة من الجهود المتواصلة، بدأ الحريق بالتضاؤل قليلاً لكنه لا يزال خارج السيطرة.

وقام نائب وزير الداخلية منير كارال أوغلو ونائب وزير الزراعة والغابات فيصل ترياكي، بزيارة المنطقة المنكوبة في الولاية الساحلية لتقييم الوضع.

وقال ترياكي للإعلام المحلي: "نحن في منطقة النار في جناق قلعة مع نائب وزير الداخلية منير كارالوغلو حيث اندلع الحريق الساعة 4:31 مساء. وجاء الرد الأول بعد 11 دقيقة بخمس طائرات وسبع مروحيات. ولسوء الحظ، لم تتم السيطرة الكاملة عليه بعد".

في غضون ذلك، أكد كارال أوغلو أن البلاد تواجه مخاطر عالية تتعلق بحرائق الغابات، بسبب ارتفاع درجات حرارة الهواء وانخفاض الرطوبة، وحث المواطنين على توخي الحذر.

وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، تم تأكيد سلسلة جديدة من الحرائق في منطقة كاريجالي بجنوب أضنة وشانلي أورفا في الجنوب الشرقي.

وفي بيان منفصل، أكد يوماكلي أنه تمت السيطرة على حرائق الغابات في غولنار/مرسين. وغرد على تويتر أن عمليات الإطفاء ورش المياه "مستمرة في سياق جهودنا للسيطرة على الحرائق في بيلين/هطاي وجناق قلعة وكاريجالي/أضنة و ميزيتلي/مرسين بلا انقطاع ".

في حين أشارت أحدث التقارير الإعلامية المحلية إلى أن حرائق الغابات المستعرة في ميزتلي/مرسين وأضنة قد تمت السيطرة عليها أيضاً.

في غضون ذلك، أشار وزير العدل يلماز تونج إلى أنه في إطار التحقيقات التي بدأها مكتب المدعي العام بشأن حرائق الغابات التي وقعت بين 10 و17 يوليو/تموز 2023 ، تم تحديد ما مجموعه سبعة مشتبه بهم.

وتم القبض على اثنين من المشتبه بهم، أحدهما في فتحية والآخر في ميلاس، فيما أعلن الوزير أنه تم اتخاذ قرار رقابة قضائية على اثنين آخرين من المشتبه بهم في أورلا/إزمير، إضافةً لاعتقال اثنين من المشتبه بهم في بيلين/هطاي، ويستمر التحقيق ضد مشتبه به في مانافجات.