بعد الزلازل الأخيرة التي اجتاحت جنوب شرق تركيا، واحتياطاً من أن يضرب أحدها إسطنبول أهم مركز اجتماعي واقتصادي في البلاد، والواقعة على أطراف خط صدع شمال الأناضول، يبحث العديد من الأشخاص عن خيارات إقامة بديلة، كالقاطرات أو الكارفانات.
ومع انتشار ظاهرة وجود القاطرات في الشوارع بشكل متزايد، يقول مصنعو هذه البيوت المتنقلة إنهم لا يستطيعون مواكبة الطلبات منذ زلزال 6 فبراير/شباط.
وحول ارتفاع الطلب بشدة على الكارفانات قال أحد مندوبي مبيعات القاطرات غوك خان دوزولان: "بما أن الزلازل جزء من واقع قد تواجهه إسطنبول، فهناك أشخاص لا يرغبون في خوض هذه التجربة". مؤكداً أن هناك زيادة بنسبة 70% في الطلب لأن ''كل من يعيش في شقة غير آمنة، يريد الحصول على بيت متنقل".
وبالفعل، بدأ العديد ممن يعيشون في منازل "غير آمنة" في البحث عن أنماط حياة بديلة بعد كارثة الزلزال، مشيرين إلى أنهم يريدون أن يكونوا مستعدين في حالة حدوث هزة أرضية شديدة بالقرب من المناطق العمرانية. وبصرف النظر عن الاهتمام المتزايد بالقاطرات، تحول العديد من سكان إسطنبول أيضاً للبحث عن مواقع سكنية بديلة، متجهين نحو منطقة شرق تراقيا في الشمال الغربي، حيث ازدهر الطلب على مبيعات العقارات مؤخراً.
وأشار دوزولان، الذي ذكر أنهم اعتادوا بيع ما يصل إلى قاطرتين شهرياً في إسطنبول، إلى أن العدد ارتفع الآن إلى 10 قاطرات بعد الزلزال، وقال: "يأتي إلينا الذين تضررت منازلهم بشدة".
وأضاف: "جاء إلينا أشخاص من غازي عنتاب وهطاي واشتروا القاطرات لتكون لهم مأوى" مكرراً أن زيادة الطلب بدأت تتحول إلى سكان إسطنبول الذين يريدون اتخاذ الحيطة بعد انتشار المخاوف من الزلزال. "القاطرات أكثر أماناً للبشر. ابنتي تعيش في واحدة منها''.
وأوضح أن الناس في السابق لم يكونوا حريصين بهذا القدر على اقتناء القاطرات أو العيش فيها، لكن بعد الزلزال بدؤوا يطرحون أسئلة مثل: "ماذا سيحدث إذا قضينا ليلة كهذه؟ إلى أين نذهب؟ هل يجب أن نجرب العيش في كرفان؟" وصاروا يأتون إلينا للتحقق والحصول على معلومات حول كيفية بناء الكرفانات.
في الوقت نفسه، يزداد الاهتمام بالقاطرات في جميع أنحاء تركيا مع الأيام الترويجية التي أطلقها أحد منتجي الكرفانات الفاخرة الرائدة، التي عقدت مؤخراً في ولاية إزمير الغربية.
من جانبه قارن بركان أولكر ممثل إحدى شركات صناعة القاطرات، الطلب في تركيا مع الطلب في إنكلترا، مؤكداً أن "الظروف المناخية في تركيا مناسبة لنمط حياة القاطرات"، وأشار إلى أن نمط الحياة هذا أكثر جدوى في تركيا بسبب الفصول الأربعة التي تشهدها البلاد.
ومع ذلك، فإن ممثلي الشركات ومنتجي القاطرات يسلطون الضوء على أهمية البحث والعمل على الجدوى، قبل اتخاذ قرار الشراء.