زلزال تركيا.. الأسباب والتداعيات والمستقبل
- محمد علي غولر, إسطنبول
- Feb 15, 2023
أود بادئ ذي بدء أن أشكر جميع الذين بذلوا قصارى جهدهم للمساعدة وهم قلقون حول سلامة أناس لم يروهم من قبل في حياتهم في المنطقة التي ضربها الزلزال.
إنها البداية الأكثر حزنًا وألماً لنا جميعًا في عام 2023. نحن حزينون وقلوبنا باكية وأفواهنا تصرخ. نشعر بالقلق والعجز في أعقاب الزلازل الهائلة التي ضربت 10 مدن في الجزء الجنوبي من تركيا (وقسما من سوريا). لا تزال الهزات الارتدادية مستمرة في المنطقة، مما يخلق خوفًا أعمق. وتسببت الزلازل حتى الآن، في وقوع آلاف الضحايا ودمرت عددًا كبيرًا من المباني. وتأثر حوالي 13 مليون شخص تأثراً مباشرا بهذه الكارثة الهائلة.. شعبنا وأمهاتنا وآباؤنا وإخواننا وأخواتنا وأبناء عمومتنا وغيرهم الكثير.
ومع ذلك، ما زلنا 72 مليونًا ويمكننا العمل بجد ومثابرة بلا كلل مثل 85 مليونًا. يجب أن نبقى حذرين. وأن نبذل قصارى جهدنا لمساعدة الناس وإنقاذهم، ومشاركتهم أحزانهم والتعاطف معهم. التضامن مطلوب بكل أشكاله. في نفس الوقت نفسه، يجب أن نسأل لماذا حدثت مثل هذه المأساة الكبيرة في بلدنا. يجب أن نعرف الأسباب والمسؤولين عن ذلك، مثل سبب انهيار المباني المقاومة للزلازل أو كيفية منح الإذن بالبناء الضعيف. كذلك، يجب أن نفعل الشيء الصحيح مرة واحدة وإلى الأبد.
لقد رأينا أخطاء تؤثر علينا جميعًا. لا أحد لديه ضمان حول المدة التي سيبقى في قيد الحياة. ما يقرب من نصف تركيا معرض للزلازل لأنها تقع على خطوط الصدع.
رغم أن عقولنا قد تخدعنا لأن زلزالًا كبيرًا يضرب كل 10 أو 30 عامًا، بكن يجب أن نكون مستعدين في أي لحظة. شهدنا جميعنا اللحظات المفجعة ونتائج الزلازل في 10 ولايات. ويقول العلماء إن زلزالاً مماثلا قد يتسبب بنفس الدمار في مناطق أخرى، بما في ذلك منطقتي بحر إيجه ومرمرة وخاصة في إسطنبول.
إضافة إلى ذلك، وفي هذا الوقت الصعب، يزعجنا جميعًا أن نرى المحتالين يسرقون وينهبون ويهربون. لا ينبغي للشرطة والقوات المسلحة التركية التساهل مع أولئك الوقحين وأن تعاقبهم عند الضرورة.
المستقبل أخضر:
هذه الزلازل علامة مهمة على أننا في تركيا يجب أن نكتشف طرقًا بديلة لبناء المنازل والمباني. وربما حان الوقت حقًا للتفكير في العودة إلى الخضرة: إنشاء مدن خضراء ومباني أقل ارتفاعاً ومناطق بيئية.
لماذا لم نعدل استراتيجيتنا في البناء لتتناسب مع طبيعة الأرض هنا وخصائصنا الثقافية والتاريخية؟
في نهاية المطاف، شئنا أم أبينا، سيُجبر العالم على تبني هذا النهج. يمكن أن نكون من بين أوائل من بدأوا في بناء وتجديد كل شيء وفقًا للطبيعة. كما أن من شأن ذلك تشجيع الشعور بالرضا والأمان بدلاً من الكآبة المرهقة للمدن الشاهقة. غالبية الناس ليسوا سعداء في هذه الشقق والوحدات. يمكننا بدء العملية وقيادة الجهود من أجل مستقبل أكثر اخضرارًا. دعونا نخلق رؤية جديدة في محافظة قهرمان مرعش، مركز الزلزالين، والمدن الأخرى المدمرة. يمكننا أن نسأل الناس عما إذا كانوا موافقين على الرؤية الجديدة. ثم نصمم المدن بطريقة أكثر أمانًا وبشكل فريد من نوعه.
على سبيل المثال، نقوم بتصميم المنازل بما يتماشى مع ظروف الشتاء والصيف، مناطق أقوى وصالحة للعيش مع الحدائق. مدنًا تضم منازل من طابق واحد وأماكن عمل من طابقين. ويمكن أن يتألف المنزل من 80-100 متر مربع مع حديقة، حسب المنطقة. يمكننا تصميم المدن برؤية جديدة وإحيائها من تحت الأنقاض.
لا أعتقد أنه من الضروري استخدام الهياكل الخرسانية أو تشييد مبانٍ عالية في تركيا. بغض النظر عن مدى قوة الإنشاءات. الزلازل لا يمكن وقفها ولا يمكن منعها. نحن بحاجة إلى التعامل مع الكوارث الطبيعية بطرق أخرى بسيطة.
وعليه، فالرؤية الجديدة ستكشف أيضًا عن أفكار وحلول تكنولوجية وطبيعية جديدة. وستوفر المدن التي تتكامل مع الطبيعة والتكنولوجيا ظروفًا أفضل لتركيا وخارجها.