بعد 3 سنوات من الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب ولاية إيلازيغ التركية وملاطية المجاورة لها، أنشأت الحكومة التركية "مدينة" جديدة تضم الآلاف من المنازل الحديثة تلبية لاحتياجات المواطنين المتضررين.
وأعلنت وزارة البيئة والتطوير العمراني وتغير المناخ يوم الثلاثاء أنه بعد الزلزال الذي ضرب إيلازيغ وملاطية في 24 يناير/كانون الثاني 2020، تم تسليم 31.944 من إجمالي 37.674 مسكناً وأماكن عمل مخططة، باستثمارات إجمالية قدرها 40 مليار ليرة تركية للمتضررين من الزلزال.
وكان الزلزال الهائل أحد أكثر الأحداث كارثيةً للمنطقة في التاريخ الحديث، قُتل فيه 41 شخصاً وأصيب 1.607 أشخاص بجروح بينما سقطت آلاف المنازل على الأرض. وسارعت جميع المؤسسات المعنية في الدعم ومساعدة الضحايا بتقديم أقصى ما تستطيع بتنسيق مع الوزارات ذات الصلة، بناءً على تعليمات الرئيس رجب طيب أردوغان.
وفور وقوع الزلزال في إيلازيغ وملاطية بدأت واحدة من أسرع وأشمل عمليات إعادة التأهيل في تاريخ البلاد، بإجمالي 71 نقطة في 15 منطقةً مركزيةً مختلفةً و7 مناطق أخرى مجاورة.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت الوزارة الانتهاء من 90% من البناء في 57 نقطة، بينما من المقرر الانتهاء من جميع الأعمال المتبقية خلال هذا العام.
وبعد الكارثة، جرت أعمال التحول الحضري والإسكان الاجتماعي لـ 21.140 من أصل 24.963 منزلاً، وسلمت إدارة تطوير الإسكان في تركيا "توكي"، المنازل لأصحاب الحقوق بغرض تلبية احتياجات الإسكان للمواطنين المتضررين من الزلزال.
إلى جانب ذلك، أعيد تشييد 27 مدرسة بتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، في أعقاب هدم 23 مدرسة خلال الزلزال والتوابع التي أعقبته. كما جُددت المدارس بدعم من برنامج الاستثمار الإقليمي والدولة ومشاركة فاعلي الخير أيضاً.
وضمن نطاق البرنامج الاستثماري لمشروع الحد من مخاطر الكوارث التابع لوزارة التربية والتعليم في العام الماضي، صدرت الموافقة على بناء ما مجموعه 58 مدرسة وبدأت المناقصات المتعلقة بالمشروع. وبالإضافة إلى ذلك، ونتيجة لعمليات التفتيش الفني التي أعقبت الزلزال، تقرر تعزيز وإصلاح 33 مدرسة.
وخلال عملية إعادة التأهيل، انتهت أعمال البناء لـ42 مسجداً دمرت بسبب الأضرار الجسيمة بمساعدة رئاسة الشؤون الدينية وفُتحت المساجد للعبادة، بينما نُفذت أعمال الترميم في 11 مسجداً آخر تراوحت أضرارها بين متوسطة وقليلة.
كذلك قامت الوزارات المعنية حتى الآن، بتقديم أكثر من 821 مليون ليرة تركية نقداً ومساعدات إلى إيلازيغ .
وفي معرض حديثه أمام الإعلام المحلي أشار عمر تورمان والي المدينة، إلى أنهم ما زالوا يشعرون بالألم على الأرواح التي فقدت عام 2020، وأنهم يحيون ذكراها بطلب الرحمة والمغفرة في الذكرى الثالثة للزلزال. وقدم الوالي معلومات عن المساعدات التي سُلِّمت ولا تزال تُسلم بشكل مستمر للمواطنين، وشكر جميع الوزارات ذات الصلة والرئيس أردوغان على المبادرة السريعة التي تم اتخاذها بعد الكارثة الطبيعية.
وأشار إلى أن تنفيذ خطة بناء مساكن جديدة للمواطنين جرى بسرعة، موضحاً أنه: "تم تنفيذ خطوة كبيرة جداً في وقت قصير للغاية في إيلازيغ. لقد قمنا بتسليم المنازل لأكثر من 21 ألف مواطن في جميع أنحاء إيلازيغ حتى الآن. وما تبقى منها قيد الإنشاء. وعند اكتمالها سنقوم بتسليمها لمواطنينا. إن تشييد العديد من المنازل في وقت قصير يدل على عظمة جمهورية تركيا. ونحن فخورون بدولتنا وأمتنا".
وشدد على أن المباني المشيدة حديثاً توفر أماناً عالياً ضد الزلازل والكوارث الأخرى، وخلص تورمان إلى أن مواطني إيلازيغ يمكنهم "مواصلة حياتهم دون قلق من الزلازل المحتملة''.