بعد عامين من تعرضها لواحد من أكثر الزلازل فتكاً في تاريخها الحديث، تبحث إزمير ثالث أكبر ولاية في تركيا، عن طرق فعالة لمواجهة ما قد يحدث في المستقبل من زلازل متوقعة وذلك بالتعاون بين بلدية إزمير الحضرية وعلماء متخصصين في تقييم مخاطر الزلزال المحتملة.
ويركز عمل الفرق على خط صدع توزلا الذي يمر عبر "سفيري حصار" مركز زلزال عام 2020. ويجمع العلماء من الخنادق التي حفرتها الأطقم المشاركة على خطوط الصدع، عينات من التربة لأبحاثهم.
ويعد خط صدع توزلا أحدث مكان يتم التحقيق فيه، من بين حوالي 40 خط صدع في منطقة يمتد قطرها 100 كيلومتر، لأنه من أكثر الخطوط خطورة في البلاد. ويقول الخبراء إن الخط الخامل منذ فترة طويلة، لديه القدرة على إحداث زلزال مدمر حيث يقترب من نهاية فترة الهدوء المعتاد بين وقوع الزلازل، والذي يمتد عادةً مئات السنين.
وفي معرض توضيحه في بيان مكتوب قال البروفيسور "إرهان ألتونيل" خبير الجيولوجيا من جامعة عثمان غازي في ولاية إسكي شهير، وهو من أعضاء الفريق الذي يفحص خطوط الصدع، إن الفريق يعمل على خطوط الصدع المعروفة ويحاول تحديد ما إذا كانت هناك خطوط صدع جديدة في المنطقة. ويعمل فريق "ألتونيل" حالياً والمؤلف من 43 عالماً و18 مهندساً من 10 جامعات، على الدراسة البحثية لخط الصدع، والتي من المقرر أن تنتهي بحلول عام 2024.
وأشار "ألتونيل" إلى أن الباحثين أخذوا عينات من خطٍ موجود بالقرب من بحر إيجه لتحديد المخاطر المحتملة. وتعمل الفرق أيضاً في الخنادق القديمة التي فتحتها في خطوط الصدع في بعض المناطق بما في ذلك "برغاما" و"غول بهجة" و"نارلي دارة" و"ياغجيلار".
من جانبها قالت "بانو دايانغاتش" رئيسة دائرة إدارة مخاطر الزلازل والتطوير الحضري في بلدية إزمير، إنهم يسعون أيضاً لحساب مخاطر تسونامي في إزمير حيث تسبب زلزال عام 2020 في حدوث تسونامي طفيف، بالرغم من أن الدمار الأكبر كان على الأرض وتحديداً في منطقة بيركلي بعيداً عن "سفيري حصار".
وتقع إزمير في قلب منطقة بحر إيجة التركية التي تمتد عبر الشواطئ الغربية للبلاد. والمنطقة عبارة عن مساحة واسعة من المدن والبلدات حيث يمتزج البحر الذي يحمل نفس الاسم باليابسة في مناطق تضم سهولاً وجبال. وتقابل معظم المدن والبلدات المأهولة عدداً لا يحصى من الجزر الصغيرة والكبيرة، المنتشرة في البحر.
وتتسبب الجغرافيا بشكلها الحالي بالزلازل والتحولات في الصفائح التكتونية. وتقع المنطقة الأوسع وسط نقطة التقاء ثلاث صفائح تكتونية تمتد إلى إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة أوراسيا. وتصطدم الصفائح العربية والأوراسية بشرق بحر إيجه في منطقة تغطي إزمير والمحافظات التركية الأخرى. ويدفع تصادمهم صفيحة الأناضول شمالاً نحو الغرب، مما يخلق احتمالية حدوث زلازل.
وخلال تاريخها الطويل مرت تركيا التي تتموضع على عدة خطوط صدع نشطة، بفترات اهتزاز كان آخرها عام 2021، حيث شهدت بعض المناطق التركية في المتوسط 3 زلازل في الساعة. وبالنظر إلى استمرار خطر حدوث المزيد من الزلازل، تسعى الدولة جاهدة لحماية مبانيها كإجراء احترازي في حالة وقوع "الزلزال الكبير". وتظهر الإحصاءات أنه تم تسجيل إجمالى 237.53 زلزالاً خلال العام الماضي وقع حوالي 65 منها قوته متوسطة في يوم واحد. وتتم مراقبة الزلازل في البلاد من خلال 1.143 محطة رصد زلزالية تديرها هيئة إدارة الكوارث والطوارئ "أفاد"، بالرغم من أن بعض الجامعات تدير أيضاً محطاتها الخاصة.