عاد فريق الطلبة الأتراك من جامعة إسطنبول التقنية مؤخراً من بولندا بجائزتين حاز عليهما في مسابقة روفر الأوروبية، وهي أكبر مسابقة أوروبية تركز على الروبوتات وصناعة الفضاء. وعبّر الفريق التركي الفائز عن فرحته بالفوز الذي تحقق بفضل التضحية بالوقت والجهد وروح الفريق التي كانت وراء حصولهم على المركز الثاني في المسابقة، إلى جانب نيلهم جائزة "أفضل فريق صيانة في الموقع".
وأكمل الجيل الخامس من الروفر الخاص بمسابقة روفر الذي طوره الفريق، سلسلة من المهام تمكن بعدها من الحصول على المرتبة الثانية في المسابقة التي جمعت فرقاً جامعية من جميع أنحاء العالم. وجاء الفريق البولندي بالمرتبة الأولى هذا العام.
وتتضمن المسابقة بناء مركبات آلية جوالة والتنافس بينها في مهام مشابهة لتلك التي يقوم بها رواد الفضاء على سطح المريخ والقمر. ويتضمن تقييم النتائج، البحث العلمي لمحاكاة التضاريس وإعداد أجهزة التحكم عن بعد لأعمال الصيانة عبر ذراع آلية مخصصة مبرمجة ببرمجيات يطورها كل فريق بنفسه، بالإضافة إلى سباق نقاط التفتيش الذي يجب على الروبوتات التنقل خلاله جزئياً أو كلياً. كما تتنافس الفرق أيضاً على جمع العينات ونقلها بالشكل المناسب، بعد أن تمت برمجة كل مركبة للانتقاء من الأسطح المحاكية لأسطح القمر والمريخ.
وفي معرض حديثه مع وكالة أنباء محلية يوم الأربعاء، قال الطالب "براق آيدن" وهو مبتدئ في الفيزياء الهندسية وقائد الفريق التركي الذي قام ببناء ذراع آلية من 6 محاور: "يعتمد تصميم الذراع الآلية بالكامل على الذراع البشرية وهي قادرة على القيام بجميع الوظائف التي يمكن أن تقوم بها الذراع البشرية". مؤكداً أن الوظيفة الرئيسية للذراع الآلية هي مساعدة رواد الفضاء من خلال أداء كافة المهام التي يحتاجونها عن بُعد. وأضاف أن الذراع الآلية قادرة على التقاط عينات من التربة والصخور وحملها بثبات لمسافات طويلة.
وأوضح "آيدن" أن بناء هذه الذراع الجوالة واختبارها، استغرق ما يقرب من عام واحد، وأنه تم بواسطة فريق مكون من 46 طالباً من أقسام مختلفة من جامعة إسطنبول التقنية. وأضاف: "لكل عضو من الفريق تخصص مختلف وقد عملنا معاً بكل قوتنا لبنائها. وجاء إنجازنا الأكبر وهو الذراع الآلية التي أثبتت أنها أكثر نشاطاً وتتمتع بنطاق حركة أوسع مقارنة بالأذرع التي طورتها الفرق الأخرى في المنافسة". مشيراً أن أعضاء الفريق ضحوا بوقتهم وعملوا بجد وكان ذلك مفتاح نجاحهم.
من جانبه قال الطالب "سميح جولاق أوغلو" مهندس الجيوفيزياء المبتدئ في الفريق، إنهم تنافسوا مع طلاب الهندسة من 15 دولة: "أعتقد أن روح الفريق هي التي جلبت لنا النجاح. لقد جعلنا بلادنا تفخر بفوزنا بالميدالية الفضية".