شارك الآلاف من رجال الإطفاء من جميع أنحاء البلاد في جهود مكافحة حرائق الغابات التي أدى حجمها الهائل إلى خلق روح التضامن بين أفراد الشعب داخل البلاد وخارجها. وبينما سافر بعض المتطوعين إلى المناطق المنكوبة لتقديم الدعم والمساعدة، نظم البعض الآخر حملات إغاثة للناجين من السكان.
وكان الممثل "توفيق إرمان كوتلو" البالغ من العمر 41 عاماً واحداً من بين كثير من المتطوعين الذين سعوا للعب دور في جهود إخماد الحرائق، لذلك قاد هو و5 من أصدقائه مسافة 725 كيلومتراً من إسطنبول إلى منتجع مرمريس الساحلي لتقديم يد العون لرجال الإطفاء. وبمجرد وصولهم شكّل الأصدقاء سلسلة بشرية لحمل طفايات الحريق، ومدّوا خراطيم المياه من عربات الإطفاء عن طريق حملها، بل تعاملوا مع حرائق منحدرات التلال بأنفسهم، وسلّطوا المياه المضغوطة على ألسنة اللهب بتوجيه من أطقم الإطفاء.
وحول هذه المحاولة النبيلة قال كوتلو: "أردت أن أكون مفيداً وأقوم بكل ما أستطيع بدلاً من الجلوس في المنزل ومشاهدة مقاطع الفيديو عن الحرائق على وسائل التواصل الاجتماعي".
وتم بحلول يوم الجمعة احتواء معظم الحرائق في مرمريس، وفقاً لرئيس بلديتها.
كما اندلعت الحرائق في بعض مناطق ولاية أنطاليا السياحية وولاية موغلا حيث دفعت الرياح القوية إحدى الحرائق باتجاه مجمع محطة كيميركوي للطاقة التي تعمل بالفحم بالقرب من بلدة ميلاس في وقت متأخر من يوم الأربعاء، ما أجبر السكان القريبين على الفرار في سفن وسيارات تابعة للبحرية، قبل أن يتم احتواء النيران التي دام اشتعالها 11 ساعة، يوم الخميس. وأكد مسؤولون أن الوحدات الرئيسية في المجمع لم تتضرر. أما في تورغوت فقام المتطوعون بمساعدة فرق الإطفاء بإخماد الحرائق وعمل بعضهم على إسعاف الجرحى والمصابين.
وفي أماكن أخرى ساعد متطوعون من الأطباء البيطريين في علاج إصابات حيوانات المزرعة أو الحيوانات البرية. وقالت الطبيبة البيطرية نورية جاغلار المتقاعدة البالغة من العمر 59 عاماً من مارماريس: "في البداية كنا 15 متطوعاً. لا أعرف كم نحن الآن. ربما وصل عددنا إلى 40 أو 50".
من جانبه قال محمد قره الذي كان مع فريق كوتلو وهو وكيل سياحة يبلغ من العمر 36 عاماً من إسطنبول: "بذل أصدقاؤنا جهداً لا يُصدق وقدموا تضحيات كبيرة. لقد تعاونا معاً وكافحنا الحرائق تماماً".
وأضاف: "قابلنا أشخاصاً أصيبوا بحروق خطيرة وآخرين تسمموا بالدخان. رأينا كل هذا مع اندلاع الحرائق وفعلنا ما يتعين علينا القيام به. والآن وصلت فرق الدعم وهم يفعلون ما يلزم". مؤكداً أنه ليس غريباً على الناس في تركيا أن يتطوعوا في أوقات الأزمات مثل الزلازل والحرائق بل يسارع الكثيرون منهم إلى سياراتهم للتوجه إلى المناطق المنكوبة، ويأخذون الطعام والماء والملابس والبطانيات.
يذكر أن فريق أكوت التطوعي الذي يتكون من متطوعين مدربين هو الأكثر شهرة في تركيا حيث تأسس في التسعينيات من قبل متسلقي الجبال المتخصصين في عمليات إنقاذ الرياضيين الهواة والمحترفين ممن يحبون تسلق المرتفعات.
وقال الممثل كوتلو الذي اشتهر بدوره في المسلسل الدرامي التركي الشهير وادي الذئاب، إنه تطوع للمساعدة في إخماد الحرائق مدفوعاً "بإخلاصه للوطن". موضحاً أن هذا ليس وقت تبادل الاتهامات وأضاف: "الآن توجد حرائق كبيرة وتركيزنا الوحيد هو إخمادها. وبعد ذلك سنحدد على من تقع المسؤولية أو اللوم. هذا ليس الوقت المناسب للجدل".