ندد مواطنون أتراك مقيمون في النمسا، بتنامي ظاهرة معاداة الإسلام في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة، مؤكدين ضرورة تجنب تسييس المعتقدات الدينية.
وبات قرابة 30 مليون مسلم في أوروبا، يعانون ازدياد ممارسات العنصرية والتمييز ضدهم، فضلا عن تعرضهم لإساءات واضطهادات واعتداءات عديدة، فقط بسبب دينهم.
ونقلت وكالة الأناضول حديث التركي إبراهيم فرات، الذي قال إنه يسكن في العاصمة النمساوية فيينا، منذ قرابة 30 عاما.
وأعرب فرات عن انزعاجه من تزايد الاعتداءات على المسلمين والقيم الإسلامية في أوروبا، خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن أوروبا كانت تشهد موجة من معاداة الأجانب بشكل عام قبل أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، في الولايات المتحدة، مبيناً أنه بعد الحدث المذكور، تحول هذا العداء ضد المسلمين.
وأكد أن الساسة الأوروبيين يتعمدون مهاجمة الأتراك والمسلمين كلما اقترب موعد الانتخابات في بلادهم، لكسب أصوات اليمين المتطرف.
بدورها، دعت شكران أناتش، إلى التوقف عن تسييس القيم الإسلامية، واستغلال المسلمين لغايات سياسية.
ونددت المواطنة التركية بالإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والمسلمين عامة.
وشددت على ضرورة تمتع المسلمين بحرية العبادة في البلدان الأوروبية، شأنهم في ذلك شأن اليهود والمسيحيين الذين يمارسون طقوسهم الدينية بحرية، على حد تعبيرها.
أما صفية يتيش، المتقاعدة التركية في النمسا، فقالت إنها تلاحظ تراجع نسب التسامح تجاه المسلمين في أوروبا.
وأوضحت أن الاعتداء والتطاول ازداد بشكل كبير ضد المسلمين خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.
وخلال الأيام الماضية، شهدت فرنسا نشر صور ورسوم كاريكاتورية على واجهات بعض المباني، مسيئة إلى النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.
وفي 21 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن بلاده لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.