بعد قضاء ما يقرب من شهرين في منازلهم، تمكن الأطفال في جميع أنحاء تركيا من الخروج للنزهة واللعب في الحدائق كجزء من خطة الحكومة في تخفيف حظر التجول المفروض عليهم وعلى كبار السن.
وترددت لأول مرة منذ أسابيع عديدة، أصداء ضحكات الأطفال في الشوارع والحدائق في جميع أنحاء تركيا يوم الأربعاء، حيث سُمح للعائلات باصطحاب أطفالهم من دون الـ14 عاماً للنزهة خارج المنزل لأول مرة منذ إعلان حظر التجول للأطفال واليافعين في أوائل أبريل.
وجاء قرار السماح للأطفال بالخروج بين الساعة 11 صباحاً و3 مساءً يومي 13 و15 مايو، كجزء من الإجراءات التي تتخذها تركيا لإعادة الحياة الطبيعية إلى مسارها مع الإعلان عن بدء السيطرة على تفشي الفيروس المستجد واستمرار انخفاض عدد الحالات الجديدة.وكانت الحكومة التركية قد فرضت في بداية الوباء حظر تجول لكبار السن الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً وطلبت منهم البقاء في المنزل. وتم تمديد حظر التجول لاحقاً ليشمل الشباب الذين تبلغ أعمارهم 20 عاماً فما دون.
وبما أن الإصابات الجديدة في جميع أنحاء البلاد آخذة في الانخفاض منذ 21 أبريل، ومع التوقعات الإيجابية بالسيطرة على تفشي المرض اتخذت الحكومة التركية إجراءات تهدف إلى تخفيف بعض القيود المفروضة على الحياة اليومية، مع أن تركيا لم تلجأ أبداً إلى إجراءات قاسية أو متشددة كما فعلت أوروبا بالرغم من الارتفاع الكبير في عدد الإصابات في أواخر مارس.
لكن السلطات التركية حذرت من تفسير تخفيف القيود على أنها عودة إلى الحياة الطبيعية. وقبل ساعات من دخول فك الحظر عن الأطفال تمنى وزيرا الصحة والتعليم للأطفال، المرح في نزهاتهم في الخارج، لكنهما حثّا الآباء على توخي الحذر. وأوصى وزير التعليم ضياء سلجوق الآباء بضرورة أن يقضي الأطفال وقتهم بالخارج في الحدائق والطبيعة، وليس بزيارة الأقارب أو الاجتماع مع الأصدقاء.
الشوق للأصدقاء يغلب على مشاعر الأطفال
وفور دخول ساعات الخروج من المنزل حيز التنفيذ، خرج الآباء برفقة أطفالهم إلى الحدائق العامة للسماح لهم باللعب والجري لحرق الطاقة المكبوتة عندهم، ورسمت المشاهد في جميع أنحاء البلاد صورة الحدائق الصاخبة بضحكات الأطفال الذين شعروا بسعادة غامرة لكونهم تمكنوا من الخروج وقضاء يوم ربيعي جميل في أحضان الطبيعة.
وقالت الطفلة "عزرا" البالغة من العمر 10 سنوات والتي ذهبت إلى حديقة قريبة مع والدها في اسطنبول :"عندما ألعب الكرة في المنزل، تصطدم كرتي بالأثاث والجدران. من الجميل اللعب في الخارج. ومن الجيد السماح للأطفال بالخروج ولو لبضع ساعات" وأضافت:" بعد تناول الفطور، جئت مباشرة إلى الحديقة".
بينما عبر أطفال آخرون عن شوقهم لأصدقائهم ومدرستهم. وقالت الطفلة "سارة" وهي تلميذة في المرحلة الابتدائية:"افتقد بشدة لمدرستي وأصدقائي ولا يمكنني الخروج بسبب فيروس كورونا".
بينما قالت والدتها "بتول أتاش" إنها وابنتها سعداء بالتنزه الخارج البيت.
"لقد قضينا الشهرين الماضيين داخل المنزل ولكننا استفدنا من الوقت بشكل جيد. صنعنا بعض الأشياء وتحسنت علاقاتنا العائلية ولمسنا الآثار الإيجابية للحجر. واليوم، نحن سعداء بخروجنا لعدة ساعات. آمل أن تنقضي هذه الأزمة بأسرع وقت وتتعافى بلادنا وبقية دول العالم".
وقد أظهر غالبية الآباء والأطفال استعدادهم التام للالتزام بقواعد نمط الحياة الجديدة كارتداء القناع الواقي عند الخروج والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي.
ورداً على سؤال ورده عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتعلق بإعادة فتح المدارس، قال وزير التعليم "سلجوق" إن فتح المدارس يعني خروج 18 مليون طالب وأكثر من مليون معلم، وهو ما لن يتم القيام به إلا إذا تأكدنا أنه آمن تماماً.
وأضاف:"بصفتي وزيرا للتربية، فإنني أهيب بالمواطنين عدم اعتبار فتح المدارس أمراً سهلاً أو بسيطاً لأن فتح المدارس يعني مغادرة 18 مليون طالب ومليون معلم المنزل يومياً والعودة إلى عائلاتهم".
وأغلقت تركيا المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد في 16 مارس، وقدمت التعليم عن بعد كإجراء وقائي مبكر لوقف انتشار الفيروس. وفي الشهر الماضي، تم تمديد إغلاق المدارس حتى 31 مايو، ومن المتوقع أن تعلن الوزارة بياناً جديداً بهذا الخصوص في الأيام المقبلة.
