معهد "يونس إمرة" يوسع آفاق تعليم اللغة التركية في البوسنة والهرسك
- ديلي صباح ووكالات, إسطنبول
- Dec 24, 2019
تسعى تركيا إلى الظهور في المجتمع الدولي بقوتها الناعمة، من خلال اللغة والثقافة اللذان يعدان من العناصر الأساسية التي تقوم عليها هوية البلاد. ويلعب معهد "يونس إمرة" الحكومي دوراً رئيسياً في تعزيز الهوية التركية وإقامة الجسور بينها وبين بقية دول العالم.
وقد حافظت تركيا على علاقات وثيقة مع دول البلقان بسبب الروابط التاريخية المتجذرة التي تعود إلى العصر العثماني، وراحت تلك العلاقات تنمو وسط اهتمام متزايد من خلال برامج تعليم اللغة التركية، حتى أصبحت اللغة الأجنبية الأكثر تفضيلاً بعد اللغات المحلية في دول البلقان، وخاصة البوسنة والهرسك حتى دخلت المناهج الدراسية المحلية كلغة اختيارية. وقد استفاد أكثر من 20.000 شخص من تعلم اللغة التركية حتى الآن.
وقال "محمد عاكف يمان" رئيس مركز سراييفو التابع لمعهد "يونس إمرة"، وهو الأول من نوعه في العالم، إن المعهد عمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس ومنح شهادات إلى 5000 دارس ممن أكملوا دورات اللغة التركية في السنوات القليلة الماضية.
وأوضح "يمان" أنهم يقومون بتدريس اللغة التركية في 160 مدرسة حكومية، ابتداءاً من المدارس الابتدائية إلى الجامعات، وقال: "التركية هي الآن اللغة الأجنبية الثانية التي يتم تدريسها في سبعة من مناطق البوسنة والهرسك العشرة. ودول البلقان تدعم بالفعل هذا المشروع. وفي البوسنة والهرسك وحدها، نشهد إعجاباً متزايداً بالتركية وإقبالاً على تعلمها". وأضاف أن المعهد قام بتوظيف 80 مدرساً للغة التركية من السكان المحليين.
ومؤخراً اعتمدت السلطات في البوسنة والهرسك قراراً جديداً لتعزيز تعليم اللغة التركية، سيتم بموجبه تدريس التركية في مدارس الحضانة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات. كما تتواصل إدارة معهد "يونس إمرة" مع الأطفال الموهوبين ومدارس الكشافة والطلاب المهرة في الفنون والرياضيات والعلوم الأكاديمية لتعليمهم التركية.
وعبرت "حليمة كيكيك"، وهي مواطنة من البوسنة والهرسك تتلقى دروساً تركية، عن إعجابها بتركيا من خلال قولها: "لدينا مع تركيا تراث مشترك يرجع إلى عهد أسلافنا. لقد زرت المعهد منذ حوالي أربع سنوات ونصف لتعلم الثقافة واللغة التركية، وأنا أدرس الآن علم التركولوجيا -وهو مجموعة من العلوم الإنسانية الخاصة بالناطقين بالتركية".
أما "إلدينا ميميك" مواطنة أخرى، فقد تعلمت اللغة التركية في سن الأربعين، وأصبحت معلمة لغة تركية وهي تعلّم الآن زملائها البوسنيين الثقافة التركية. كما أكد "دزيمال بيكار"، وهو طالب يستعد لامتحانات القبول في إحدى الجامعات التركية، أن البلاد لها مكانة خاصة في قلوب شعب البوسنة والهرسك.