تركيا.. إمام جامع ينشئ مسرحاً لمعالجة المشكلات الاجتماعية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 24.12.2019 16:16
إمام منطقة يتغان في ولاية موغلا على المسرح الذي أنشأه لمعالجة قضايا بيئته DHA إمام منطقة "يتغان" في ولاية موغلا على المسرح الذي أنشأه لمعالجة قضايا بيئته (DHA)

تمكن إمام جامع "يني محلة" في منطقة "يتغان " في ولاية موغلا، من تغيير حياة السكان المحليين بفضل جهوده الكثيفة التي تركزت على توعية المجتمع وإضاءة العديد من الجوانب الاجتماعية المغفلة، وسعيه للوصول إلى تكامل حقيقي بين أفراد منطقته، مع أخذ جانب الترفيه بعين الاعتبار، وذلك من خلال الأنشطة الاجتماعية المختلفة التي يقيمها، بما في ذلك مسرحية لمعالجة المشكلات الاجتماعية شائعة الانتشار.

إمام الجامع "إزايير يلدريم"، يعمل في المنطقة منذ 20 عاماً، وقد تم تكليفه بإمامة المسجد والخطابة فيه قبل خمس سنوات.

وسرعان ما بدأ الإمام البالغ من العمر 56 عاماً يحظى بشعبية كبيرة بين رواد المسجد، بفضل الحوارات العميقة والمخلصة التي أجراها معهم وكذلك بفضل الكثير من الأنشطة الاجتماعية التي أقامها حتى أطلق عليه السكان المحليون اسم "الإمام الاجتماعي".

وفي إحدى مبادراته الإجتماعية الأخيرة، كتب "يلدريم" مسرحية بعنوان "ما يحدث في قريتنا"، تدور حول موضوعات مثل العنف ضد المرأة والعادات الاجتماعية السيئة والخرافات، وتهدف إلى خلق الوعي حول هذه المشاكل.

تم عرض المسرحية لأول مرة في حي "تورغوت" وقام بأداء الأدوار فيها مجموعة من خمسة أشخاص تم اختيارهم من بين رواد الجامع.

وأشار "يلديريم" إلى أنه لطالما كان مهتماً بالمسرح وهو الآن يسعده تقديم مسرحيته التي استغرق إنتاجها سبعة أشهر من العمل الشاق مع الممثلين، مضيفاً أنها ستعرض أيضاً على المسرح في أماكن مختلفة في ولاية موغلا، بدءاً من مسرح جامعة "صدقي كوجمان" في موغلا.

وكان من بين الممثلين عامل المنجم "أوغور سونمان" الذي قال إن حياته قد تغيرت بعد لقائه بالإمام. وبالرغم من أن "سونمان" كان مدمناً على المخدرات لكنه لطالما نوى الإقلاع عنها قبل مقابلة الإمام دون جدوى، ومما زاد في معاناته، انتقاد ونبذ بعض أفراد أسرته له بسبب الإدمان، وحتى عندما أراد بعض الأصدقاء مساعدته، لم يتمكنوا من فعل أي شيء.

وقال "سونمان" إنه كان يبحث خلال تلك الأيام عمن يعينه، حتى التقى بالإمام "يلدريم"، مشيراً إلى أنه قدم له حقاً ما يحتاج إليه من اللطف والدعم.

وأضاف: "بالنسبة لي، يجب ألا يكون المسجد مجرد مكان للصلاة أو الاستماع إلى خطب الجمعة، بل يجب أن يصبح مكاناً اجتماعياً أيضا".

وقد تعافى "سونمان" من الإدمان على المخدرات بفضل الأنشطة الاجتماعية التي ضمه إليها إمام الجامع، والترحيب الحار الذي لاقاه من مجتمع رواد الجامع، بالإضافة إلى قضائه جلّ وقته فيه، لأداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم.