تسعى تركيا إلى ترسيخ ثقافة ركوب الدراجات والاعتماد عليها في التنقل والتجوال، بهدف خفض انبعاثات الكربون السامة وتعزيز نمط حياة صحي للمجتمع بكافة شرائحه العمرية. وقد أصدرت وزارة البيئة والتخطيط العمراني هذا الأسبوع، لائحة قوانين جديدة تشمل مجموعةً من الخطوات لتوسيع الشبكة الحالية لمسارات الدراجات، وتسهيل ركوبها وقيادتها داخل المدن المكتظة بشكل سليم وآمن. وتضمنت هذه اللائحة إلزامية إدراج مساراتٍ للدراجات في خطط تقسيم المناطق الجديدة.
وتهدف الوزارة من خلال القوانين الجديدة إلى تشجيع رياضة ركوب الدراجات لكافة شرائح الشعب، بالإضافة إلى تخصيص ممرات لراكبي الدراجات المحترفين، وقد عززت تركيا موقعها في هذه الرياضة من خلال السباق الدولي الأكثر شهرةً "جولة في تركيا".
وقد تقرر إدماج مسارات الدراجات ضمن شبكة تشمل جميع وسائل النقل الأخرى كجزء من النقل الجماعي العام، بهدف ربط المناطق السكنية والمنشآت الرياضية والأماكن العامة المزدحمة ببعضها البعض، مع ممرات ومواقف مخصصة للدراجات. أما بالنسبة للأماكن التي لا توجد فيها مسارات محددة لمرور المركبات المختلفة، مثل المناطق الريفية، فمن المقرر أن يتم بناء مسارات أبسط لراكبي الدراجات. وقد شملت خطة مسارات الدراجات الطرق السريعة والجسور والأنفاق أيضاً، الأمر الذي اعتبر تغييراً تاريخياً في البلاد، حيث اعتاد راكبو الدراجات اضطرارياً إلى قيادة دراجاتهم على جوانب الطرق السريعة دون ممرات محددة، مما يجعل حياتهم عرضةً للخطر.
كذلك سيتم إنشاء ممرات للدراجات في الحدائق العامة والمواقع الترفيهية، وحرم الجامعات والحدائق المحلية التي تنتشر في المناطق السكنية، حيث ازدهرت المساحات الخضراء الكبيرة في المدن الرئيسة مؤخراً، بفضل مبادرة الحكومة لاستعادة هذه المساحات وجعلها تتخلل الكتل الخرسانية في تلك المدن. وستحتوي هذه المناطق أيضاً على أماكن لركن الدراجات مزودة بمعدات لإصلاحها، بالاضافة إلى الأماكن المخصصة للتدريب على ركوبها لمن لا يعرف قيادتها. كما تقرر إغلاق الطرق السريعة المخصصة لركوب الدراجات أمام المركبات على اختلاف أنواعها وأمام المشاة أيضاً.
وقد تضمنت لائحة القوانين، إضافة تجهيزاتٍ خاصة إلى مركبات النقل الجماعي، لتصبح مناسبةً لنقل الدراجات، وستوضع قيد الاستخدام خاصةً في الأماكن ذات الارتفاع العالي وحركة المرور الكثيفة. كما سيتم تدريب سائقي الحافلات على كيفية استيعاب راكبي الدراجات في الحافلات. وسيتم السماح بدخول الدراجات إلى المترو وأنظمة النقل السريع الأخرى المشابهة وكذلك العبّارات المائية. وستخصص أماكن في القطارات وعربات المترو لتخزين دراجات الركاب.
يذكر أن ركوب الدراجات في تركيا شهد مؤخراً نهضةً نوعيةً، حيث نظمت الحكومة حملة صحية لمكافحة أنماط الحياة الخمولة والسمنة المفرطة بالاضافة إلى تخفيف تلوث البيئة. ومع ذلك، ظل راكبو الدراجات يواجهون عدة عقبات في المدن المزدحمة، أهمها محدودية توفر الممرات التي يمكن أن تجنبهم القيادة في الطرق المزدحمة وطيش سائقي السيارات المتهورين. لذلك، كشفت العديد من البلديات عن خطط لإنشاء المزيد من الممرات المخصصة للدراجات.
وقامت الحكومة أيضاً بتسليم طلاب المدارس عشرات الآلاف من الدراجات في جميع أنحاء البلاد، لاستخدامها في دروس التربية البدنية.