طلاب طب أتراك يجرون عمليات عيون جراحية مجانية في كينيا
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Jul 19, 2019
اختارت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" طريقة مميزة للاحتفال بيوم الديمقراطية والوحدة الوطنية في 15 يوليو، فتواصلت الوكالة مع المشافي الحكومية في كينيا لتقديم عمليات جراحية وعلاج مجاني في مجال طب العيون للمرضى المحتاجين. وتقوم مجموعة من طلاب الطب الأتراك، ضمن برنامج "تبادل الخبرات" التابع لـ "تيكا" والذي يرسل الطلاب من جميع أنحاء العالم للعمل الإنساني، بالمشاركة بحملة طبية مدتها أسبوع، بالتزامن مع احتفالات تركيا بيومٍ هام يمثل انتصارها ضد محاولة الانقلاب الفاشلة. وقد انضم فريق من طلاب الطب الأتراك المتطوعين إلى أطباء أتراك ومحليين متخصصين، للقيام بهذه الحملة، والتي تستهدف المرضى الفقراء في كينيا.
خمسة عشر طالباً تركياً توجهوا إلى مدينة غاريسّا الكينية، حيث يدير الأطباء، بالتنسيق مع مكتب تيكا المحلي والمنظمات الكينية غير الربحية، معسكراً طبياً للعناية بصحة العين. ومن المقرر إجراء حوالي 250 عملية جراحية للعيون، للمرضى في هذه المنطقة خلال أسبوع الحملة، في حين ستستضيف 13 مدرسة محلية، إجراء فحوصات مجانية للعيون تشمل 5000 شخص.
يذكر أن العديد من العائلات في غاريسّا تكافح للوصول إلى احتياجات الحياة الأساسية، فهي واحدة من أفقر الولايات في شرق كينيا في شرق إفريقيا. معظم الناس في هذه المدينة هم من الرعاة الرحّل، وقد ساهم التغير المناخي الذي يجعل الطقس غير منتظم، في ارتفاع مستويات الفقر هناك. كما زاد الجفاف في المنطقة من وطأة العيش على هؤلاء البدو لأنهم يعتمدون في كسب رزقهم على تربية الماشية والاتجار بها، كمصدر وحيد للدخل.
يعاني الكثيرون في غاريسّا من إعتام عدسة العين وعدم صفاء القرنية، الأمر الذي يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية، بسبب التعرض للأشعة فوق البنفسجية الضارة في بلد جاف ومشمس دائماً ككينيا.
كما تؤثر عواصف الغبار كثيرة الحدوث في غاريسّا، على سكان المنطقة، مما يتسبب في عدد لا يحصى من مشاكل العين مثل ارتفاع ضغط العين، والتهاب الملتحمة، والتهاب القرنية الفيروسية، وإفرازات العين الانتانية، بالإضافة إلى حساسية العيون وعدم وضوح الرؤية.
"إبراهيم غوهاد" البالغ 60 عاماً، كان من بين الذين أجروا عملية جراحية في العين. فقد "غوهاد" بصره جزئياً قبل خمس سنوات ولم يستطع تحمل تكاليف الجراحة فساعده الأطباء المشاركون في هذه الحملة على استعادة بصره. وأعرب المريض عن سعادته المضاعفة بأنه سيتمكن من رؤية الكعبة المشرفة بوضوح الآن، لانه يعتزم السفر لأداء مناسك الحج في الثاني من أغسطس.
مريض آخر يدعى "عدن غالي" وهو من البدو الرحل، تحدث عن امتنانه للّفتة الإنسانية الكريمة من الشعب التركي قائلاً:
"لقد تم فحصي وإجراء العمل الجراحي لعيوني. كنت قبل العملية أعمى جزئياً. لم أكن أرى جيداً، لكن الأطباء أخبروني أنني سأتمكن من الرؤية بوضوحٍ صباح الغد. أنا ممتن لهذه اللفتة الكريمة التي أبداها لنا الشعب التركي".
"ليمان جوكتو"، طالب طب تركي ممن شاركوا في هذا البرنامج، تحدث لوكالة أناضول حول هذه التجربة قائلاً: "نحن الآن نساعد الناس، وأنا ممتن للغاية. لقد جئنا لإجراء عمليات إعتام عدسة العين. اليوم، قمنا بإجراء عمليات جراحية لـ 40 شخصاً. وسنقوم بإجراء مزيد من العمليات خلال الأيام القادمة، أنا ممتن جداً لوجودي هنا، كما أنني أحب هؤلاء الناس، وأريد مساعدتهم كثيراً، وآمل أن أعود إلى هنا بعد تخرّجي مجدداً، وأعمل كمتطوع ".
وقامت تيكا أيضاً بتوزيع 500 نظارة طبية على طلاب المدارس الابتدائية المحتاجين، في 11 مدرسة في مدينة غاريسّا.
الدكتور "حامد الكيزيم" أحد أطباء الحملة المشاركين، قال إن منح النظارات الطبية يأتي في الوقت المناسب تماماً وبيّن السبب بقوله: "يأتي هذا الإجراء في الوقت الذي يستعد فيه الطلاب لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني قبل أن يذهبوا إلى عطلة الصيف في أغسطس. وستساعدهم هذه النظارات في الدراسة والتحضير للامتحانات. فهؤلاء الطلاب لا يستطيعون شراء النظارات الطبية، لأن أسعارها تتراوح بين 120 و180 دولاراً، وهو أمر مكلف للغاية". ووفقاً لمكتب الإحصاء الكيني، يكسب سكان المنطقة أقل من 100 شلن كيني ما يعادل دولاراً واحداً يومياً.
ومن المقرر أن يسافر الأطباء الأتراك والكينيون بعد ذلك، إلى مخيم "داداب" للاجئين، حيث سيقومون بإجراء جراحات العيون يومي 22 و26 يوليو. يشار إلى أن مخيم "داداب" يستضيف أكثر من 200.000 لاجئ من الصومال المجاور، وهو أحد أكبر المخيمات في العالم.