الجيل التركي الجديد ولغة الضاد.. إقبال متواصل
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- May 11, 2019
بات واضحاً الجيل التركي الجديد الذي يترعرع في بيئة تعليمية تركية جديدة يتخرج فيها عشرات الآلاف من طلبة المدارس الثانوية متعلمين للغة العربية.
وانتشار أكاديميات لتعليم "لغة الضاد" في عموم الولايات التركية، ومضاعفة أعداد مدارس الأئمة والخطباء، وتوفير كادر كامل من معلمي العربية، وإرسال الوفود إلى الدول العربية، والمسابقات الدولية، عوامل رئيسية ساهمت بشكل كبير في إقبال الجيل التركي الجديد على تعلم العربية.
باتت الأكاديميات والمراكز، وبتوجه سياسي وحكومي، تقدم اللغة العربية بشكل يتواءم مع إطار السياسات اللغوية الجديدة لدى وزارة التعليم التركية، ولغة تنبثق من صلب الحياة.
وكان لمسابقات اللغة العربية الدولية في تركيا، الأثر الكبير في تجمهر طلبة الثانوية بالمدارس التركية حول تعلم اللغة العربية والإقبال عليها.
"العربية لغتنا المشتركة"، بهذا الشعار انطلقت المسابقة الدولية للغة العربية عام 2010 في تركيا، في مدارس لم يتجاوز عددها 25 من ثانويّات الأْئِمة والخطباء في إسطنبول، لتصل في عامها العاشر إلى مشاركة نحو 2447 مدرسة من 81 ولاية تركية.
وقد شارك فيها العام الجاري نحو 126 ألفا طالبًا وطالبة، لتشكل المسابقة الدولية التي ترعاها تركيا أكبر فعالية خاصة باللغة العربية على مستوى العالم، وتلفت الانتباه إليها كلغة عالمية.
وتنظّم المسابقة الدولية في كل عام، المديرية العامة للتعليم الديني في وزارة التعليم الوطني، بدعم من "الجمعية الأكاديمية للأبحاث اللغوية والعلمية".
وتجري المسابقة، من خلال تنافس طلاب ثانويات الأئمة والخطباء، في أربعة مجالات، أولها قواعد اللغة العربية، وثانيها إلقاء الشعر العربي، وثالثها إحياء النصوص العربية (التمثيل المسرحي)، أما المجال الرابع فيتعلق بالخط العربي.
بينما يتنافس طلاب المدارس المتوسطة للأئمة والخطباء في ثلاثة مجالات، وهي إلقاء الشعر العربي، وتمثيل الحكايات باللغة العربية، وأداء أغاني الأطفال بالعربية، أما طلاب الصفوف التحضيرية للغة العربية فيتنافسون ضمن فرع المناظرة.
أما لجان التحكيم، فتعتمد على مشاركة خبراء ومحكمين ولغويين وفنيين، حيث سجل العام الحالي رقما قياسيا بمشاركة قرابة ألف شخص من أكاديميين وفنانين ولغويين وخبراء في لجان تحكيم، فيما يزيد عن 100 مركز في 81 ولاية.
وعام 2018، حصل فريق تركيا للمناظرة باللغة العربية، على المركز الأول عالميًا في منافسات بدولة قطر، وشارك فيها آنذاك نحو 52 دولة.
كمال بن جعفر، المستشار الإعلامي للمسابقة قال: "العربية لغتنا المشتركة، بهذا النداء انطلقنا عام 2009 في رحلةٍ صحبتنا فيها 25 مدرسة من مدارس ثانويّات الأْئِمة والخطباء في إسطنبول، ولقد لبّى هذا النداءَ المتعالي من إسطنبول آلاف المدارس لثانويات الأئمة والخطباء في تركيا".
وأضاف للأناضول: "اليوم غدت هذه المسابقات التي بدأت كنشاط متواضع، أكبر فعالية في اللغة العربية في أرجاء المعمورة، يتنافس فيها سنويا آلاف من طلابنا الدارسين في مدارس الأئمة والخطباء الثانوية والمتوسطة".
وتابع: "في عامها العاشر، تعالت أصوات مسابقات اللغة العربية للموسم العاشر من المكان الَّذي بدأناها أول مرةٍ، من مدينة إسطنبول، وبمشاركة 126942 طالبًا من 2447 مدرسةٍ من مدارس الأئمة والخطباء على مستوى تركيا".
بدوره اعتبر سمير عطية، أحد أعضاء لجان التحكيم في المسابقة الدولية، أن "من الواجب علينا أن نعرف أن الجمهورية التركية مهتمة بالعربية أيما اهتمام، لأن العربية هي أساس فهم الدين الإسلامي، الذي يؤمن به الشعب التركي، فهي المدخل والأساس والارتباط بالشرق العربي المؤمن برسالة الإسلام".
وأضاف: "العربية في تركيا لها قيمة مضافة، فهي تعبر عن الارتباط بالموروث والتاريخ، فاهتم الشعب التركي بالعربية وقدسوا كلماتها لارتباطها بالدين، فلذلك توجه آلاف الطلاب لتعلم العربية، لتطوير ملكات ألسنتهم وفهم أدبيات دينهم، وللدخول أكثر في فهم العربية".
وتابع: "تعلّم العربية لفهم الدين، تجاوز إلى أبعد من ذلك، لتصبح أمرًا ضروريًا في كل شيء، الاجتماعي والاقتصادي وغيرها، فلذلك زادت وزادت أهمية تعلم العربية بتركيا".
وأعلنت نتائج نهائيات مسابقات اللغة العربية في عامها العاشر، في حفل في مدينة إسطنبول، بمركز أمين سراج الثقافي في باشاك شهير، السبت الماضي.
وحفل النهائيات في كل مرة تحتضنه واحدة من المدن التركية، والنسخ الثلاث الأولى احتضنتها مدينة إسطنبول، والرابعة مدينة قونيا، أما الخامسة فمدينة إسكي شهير، والسادسة قيصري، والسابعة أنقرة، والثامنة والتاسعة والعاشرة عادت لإسطنبول.
وتعدّ اللغة العربية في وقتنا الحالي اللغة الرسمية في 25 دولة وهي إحدى اللغات الست المعتمدة كلغات رسميةٍ للأمم المتحدة ويتحدثها 450 مليون إنسان حول العالم.