تشير الأرقام الجديدة التي أعلنها مكتب الإحصاء في الاتحاد الأوروبي "يوروستات" إلى أن تركيا، على الرغم من انخفاض معدل الخصوبة، لا تزال تستقبل عددا أكبر من المواليد -2.07- مقارنة بالدول الأوروبية، التي يبلغ متوسط عدد المواليد فيها 1.59 ولادة.
ولد واحد سوف يكبر وحده، واثنان سيكونان ندّين، لذلك يجب أن يكون لديك ثلاثة أولاد على الأقل. هذه نصيحة الرئيس رجب طيب أردوغان للأزواج حول عدد الأطفال المناسب للأسرة، ويطبق الأزواج نصيحة الرئيس بشيء من الاهتمام وفقًا للبيانات الحديثة.
يشير مكتب الإحصاء الاوروبي إلى أن تركيا متقدمة على أوروبا من حيث معدلات الخصوبة والولادات. وفقاً للأرقام المعلنة في عام 2017، وهي آخر سنة تتوفر فيها بيانات. حيث تُظهر أن معدل الخصوبة الإجمالي في الاتحاد الأوروبي كان 1.59 ولادة لكل امرأة. ويعدّ هذا انخفاض طفيف من 1.60 في عام 2016 وأقل بكثير من 2.07 ولادة لكل امرأة في تركيا لعام 2017. وُلد أكثر من 1.2 مليون طفل في تركيا في ذلك العام، بينما وُلد 5.07 مليون طفل فقط في جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28.
عانت تركيا من أدنى مستوياتها التاريخية في معدلات الخصوبة في السنوات الأخيرة، لكنها كانت جيدة مقارنة بالدول الأخرى. وتسعى الحكومة جاهدة لزيادة المعدلات وسط توقعات قاتمة لشيخوخة السكان في بضعة عقود. لا تزال البلاد مصنفة ضمن الدول "الشابة"، مع نمو مطرد في عدد سكانها، في حين أن المخاوف المتعلقة بالشيخوخة بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي قد وصلت إلى مستويات تنذر بالخطر، لدرجة أن بعض الدول تتجه إلى استقدام العمال الأجانب لتعزيز قوتها العاملة.
ويعود الفضل في نظام الرعاية الصحية المحسن إلى زيادة في معدل الحياة المتوقع عند الولادة، وبدأت تركيا في اتخاذ تدابير لمواجهة تهديد "الشيخوخة". ورغبةً في الحفاظ على النمو الاقتصادي، يتعين على البلاد أن تجمع بين الجهود المبذولة لتوسيع القوى العاملة والتصدي للتحديات، خاصة بالنسبة للنساء العاملات اللاتي لديهن أطفال. إلى جانب نصيحة أردوغان المؤثرة، وضعت الحكومة العديد من الحوافز والسياسات في العقد الماضي، من المدفوعات النقدية لمرة واحدة لكل مولود جديد، والتي تزداد مع كل ولادة متتالية في الأسرة، إلى تغطية نفقات الرعاية النهارية للأمهات العاملات.
ويعزو الخبراء التباطؤ التدريجي في معدلات الخصوبة في تركيا إلى التحضر، وارتفاع عدد النساء اللاتي يتابعن التعليم، ومشاركتهن النشطة في القوى العاملة، مما أدى بشكل غير مباشر إلى تأجيل الولادات.
أما بالنسبة لأوروبا، فإن أعلى معدل للخصوبة هو 1.9 مولود لكل امرأة في فرنسا ، تليها السويد بنسبة 1.78 في المائة، والدنمارك بنسبة 1.77 في المائة، وأيرلندا بنسبة 1.75 في المائة، وإنجلترا بنسبة 1.74 في المائة. وسجلت مالطا أدنى معدل للمواليد بنسبة 1.26 في المائة، تليها إسبانيا بنسبة 1.31 في المائة، وإيطاليا بنسبة 1.32 في المائة، وقبرص الرومية واليونان، بنسبة 1.35 في المائة.
كما لاحظت هيئة الإحصاء أن متوسط العمر في الاتحاد الأوروبي لإنجاب أول طفل يبلغ 29.1 عامًا.
ويعد انخفاض معدلات الخصوبة ظاهرة عالمية وفقًا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، الذي أظهر في تقريره عن الخصوبة، المنشور العام الماضي، أنه في تراجع مستمر منذ الستينيات في كل بلد تقريبًا. ويربط تقرير صندوق الأمم المتحدة للسكان بين تراجع معدل الخصوبة وبين مجموعة واسعة من العوامل، مثل تغيير أنماط العمل والازدهار وتحسين الصحة والتغذية، ومعدلات بقاء الأطفال حديثي الولادة والأطفال على قيد الحياة، وزيادة فرص حصول النساء في أوروبا على التعليم.