أكاديمي: تركيا تسعى لحماية مصالحها الإستراتيجية في قبرص

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 16.11.2018 00:00
آخر تحديث في 16.11.2018 14:28
أكاديمي: تركيا تسعى لحماية مصالحها الإستراتيجية في قبرص

قال رئيس الجامعة الأمريكية بجمهورية شمال قبرص التركية، البروفيسور أوغور أوزغوكير، إن أهم قضايا السياسة الخارجية لتركيا، هي الأمن الإستراتيجي في منطقة شرقي البحر المتوسط، ولذا فهي تسعى للدفاع عن مصالحها بقبرص.

وفي مقابلة مع الأناضول، أوضح "أوزغوكير"، أن أبرز الأسباب التي تضفي أهمية كبيرة على منطقة شرقي المتوسط، هو احتواؤها على مصادر النفط والغاز الطبيعي، ولذلك فإن قبرص تتمتع بموقع إستراتيجي مهم جدا، ومن ثم فإن على تركيا حماية مصالحها بالجزيرة.

وأضاف أن محاولات عزل تركيا وأتراك قبرص عن فطيرة الطاقة في شرقي المتوسط، دفعت أنقرة للتحرك.

وأشار إلى أن السبب الذي جعل أزمة شرق المتوسط تحتل الصدارة من حيث الأهمية في السياسة الخارجية التركية، يكمن في توزيع الطاقة بالمنطقة.

وفي هذا الصدد، أوضح "أوزغوكير"، أن "الحربين العالميتين الأولى والثانية نشبتا بسبب عدم تقاسم الحديد والفحم، اللذين كانا المادتين الأساسيتين في الصناعة، حيث أخذ الفحم يكتسب أهمية متزايدة منذ القرن التاسع عشر مع التطور الصناعي الكبير".

وأردف: "ومنذ ستينيات القرن الماضي، أصبح النفط المصدر الرئيس للطاقة، وبعد ذلك أصبح الغاز الطبيعي والنفط المصدرين الرئيسين اعتبارا من ثمانينيات وتسعينيات القرن الفائت".

- محاولات لإبعاد تركيا عن شرق المتوسط

رئيس الجامعة الأمريكية بشمال قبرص، لفت إلى أن حوالي 65 إلى 70 % من إجمالي احتياطي النفط والغاز الطبيعي يوجد في منطقتي الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض.

وأضاف أن "جزيرة قبرص تعتبر مثل حاملة طائرات ثابتة في البحر الأبيض المتوسط".

ولفت إلى أنه "تم العثور على مصادر غنية بالغاز الطبيعي بسواحل قبرص وغربي إسرائيل، حيث سيتم خلال عامين تقريبا البدء بتصدير الغاز منها إلى أوروبا بواسطة أنابيب تمر عبر جزيرة كريت، كما أن هناك مخططا آخر يتمثل بنقل الغاز الطبيعي المسال عبر صهاريج الشحن".

ووفق "أوزغوكير"، فإن السبب في مساعي إبعاد تركيا عن مصادر الطاقة في شرقي المتوسط، هو "وجود مصادر الغاز الطبيعي في منطقة تقاطع المناطق الاقتصادية الخالصة لكل من قبرص، وإسرائيل، ومصر".

وأكمل: "كما أن تركيا تعتبر في موقع الضامن بقبرص، ولذلك فإنها تعارض مساعي إبعادها، وذلك لدورها الكبير في الدفاع عن حقوق أتراك قبرص".

وأشار إلى أن قبرص قامت عام 1960 بسيادة محدودة تحت ضمانة كل من تركيا، وبريطانيا، واليونان.

وأكد "أوزغوكير"، أن تركيا "تتمتع بحقوق في هذه المنطقة، حيث أجرت عملية عسكرية فيها عام 1974، بناء على القوانين الدولية، ولذلك فإن قسما من مصادر الغاز الطبيعي يوجد ضمن المناطق الاقتصادية الخالصة لكل من تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية".

وتابع: "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شدد على أن بلاده لن تتخلى عن حقوقها في هذه المصادر في يوم من الأيام".

رئيس الجامعة الأمريكية بشمال قبرص، دعا إلى عدم النظر إلى شرق المتوسط والشرق الأوسط من خلال مصادر الطاقة والنفط، حيث تعتبر هذه المنطقة مهد الحضارات.

وقال في هذا الصدد: "إن كافة الأديان والكتب السماوية نزلت هنا، والأنبياء كافة خرجوا من هنا، ولذلك فإن هذه المنطقة احتضنت صراع الحضارات منذ الأزل".

وأضاف: "فإذا كانت الحرب العالمية ستنشب من جديد فإن الأمر سيتم في هذه المنطقة، ولذلك فإن المنطقة تتمتع بأهمية إستراتيجية جدا".

ووفق المتحدث، فإن "بريطانيا تمتلك قواعد عسكرية في جزيرة قبرص، وهي تتمتع باستقلالية تامة، حيث تسود فيها القوانين البريطانية، وتستخدمها بالتعاون مع الولايات المتحدة".

وأكمل حديثه في هذا النقطة قائلا: "فإذا اندلعت حرب خامسة في الشرق الأوسط بين العرب وإسرائيل، فقد لا يتم الأمر بالضرورة عن طريق حرب بين العرب واليهود، إنما قد يجري من خلال اقتتال العرب مع بعضهم البعض".

وأردف: "أمام احتمال كهذا، ستتدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط عبر قبرص".

"أوزغوكير"، لفت إلى أن "أبرز الأسباب التي تضفي أهمية على منطقة شرقي المتوسط، هو مصادر الغاز الطبيعي والنفط ، فضلا عن الصراع على الطاقة، ولذلك فإن قبرص تحمل أهمية كبرى بالنسبة لتركيا من الناحية الاستراتيجية، ولذا فهي مضطرة للتمسك بها".

من جانب أخر، أوضح أوزغوكير أن العقوبات الأمريكية ضد إيران ستجعل مصادر الطاقة في شرقي المتوسط تكتسب أهمية إضافية، حيث قال "إن عددا من الدول اُستثنيت من قرار العقوبات".

وبين أن "فرض عقوبات على تصدير النفط الإيراني قد يدفع لمضاعفة أسعار النفط في الأسواق العالمية فجأة، لأن طهران تعتبر رابع أكبر مصدر للنفط، وهذا الأمر مهم للغاية".

وتابع: "كما تمتلك إيران مخزون كبير من الغاز الطبيعي، ولهذا فهي تتمتع بأهمية استراتيجية، وعليه، فإن تصدير الغاز الطبيعي من شرقي المتوسط إلى الأسواق العالمية خلال عامين يحمل أهمية كبرى".