ما هي قصة تسمية "زقاق الجزائر" في قلب إسطنبول؟
- وكالة الأناضول للأنباء, إسطنبول
- Jul 04, 2018
هناك في إسطنبول، زقاق خاص يسمى "زقاق الجزائر"، فما هي قصة هذه التسمية؟
يقع زقاق الجزائر في منطقة "باي أوغلو" وسط مدينة إسطنبول، وكان يُسمى سابقاً "الشارع الفرنسي".
وهو زقاق صغير يضم نحو 24 عمارة، ويقع على أحد أطراف شارع "الاستقلال" الشهير قرب ميدان "تقسيم".
بني الزقاق نهايات القرن التاسع عشر على غرار شوارع فرنسا، وبقيَ الفرنسيون الذين أقاموا آنذاك في إسطنبول طوال قرن كامل يعيشون فيه.
ومن الملفت، أن الفرنسيين كانوا يرسلون وقتها شمعًا خاصًا من فرنسا لإنارة الزقاق، بحسب الروايات المتواترة ممن أقاموا في المنطقة على فترات زمنية متباينة.
ويتميز الزقاق بالهدوء والسكينة، وهو مقصد الكثير من السياح العرب والأجانب للتمتع بالذوق الفرنسي في أشكال البناء والتقاط صور تذكارية في المكان الذي يعج بالمقاهي والمطاعم.
ويأخذ الزقاق شكل مدرج طويل ويتميز بخليط متكامل من الألوان البراقة، حيث بنيت العمارات فيه بشكل متلاصق وكأنها تعانق بعضها البعض، ولونت بألوان شتى لتعطي المكان سحرًا أكثر.
المواطن غوكهان أولوس سافان، قال لمراسل الأناضول: "اكتشفت المكان عبر تصفحي للإنترنت. لفت انتباهي صوره الجميلة، فحضرت مع أصدقائي إلى منطقة تقسيم، ومنها إلى الزقاق، ونصحت أصدقائي بزيارته بعد أن انبهرت بألوانه الزاهرة".
وأضاف: "هذا الزقاق صغير جدًا، ورغم ذلك يمتاز بثقافته المتميزة. فقضاء الوقت هنا ممتع جدًا، حيث الهدوء والسكينة، كما يمتاز بهندسة معمارية مختلفة تعطيك إمكانية التقاط صور جميلة فيه".
الزقاق يمتاز كذلك بوجود موسيقى عذبة وهادئة تلفت الانتباه، حيث رصدت عدسة الأناضول عشرات الرواد أثناء تناولهم الطعام والاستمتاع بالمطاعم والمقاهي، على أنغام الموسيقى.
السائح الألماني روبرت ليونارد، قال أثناء جلوسه في أحد المقاهي: "وجدت في الزقاق تحفة فنية جميلة، حيث الهدوء والموسيقى العذبة والجمال، يستطيع الجميع الحضور لتناول الطعام والشراب والاستمتاع بالحياة".
وأردف: "الجمال هنا يكمُن في المباني والألوان الزاهية المتعددة للمكان، والأجمل هو أنه يمكننا التقاط هذا الجمال بعدسة الكاميرا".
عام 2003، اشترت إحدى الشركات التركية مباني الزقاق وجهّزتها كمطاعم ومقاهي، ثم جرى تغيير اسمه لاحقًا إلى "الزقاق الجزائري" عقب اعتراف باريس بمزاعم المذبحة ضد أرمن الأناضول أو ما يعرف باسم "أحداث 1915".
وجرى اختيار الاسم الجديد للتذكير بالفترة الاستعمارية الفرنسية للجزائر (1830- 1962)، وتكريماً لتضحيات الشعب الجزائري في مسيرة نضاله من أجل التحرر.
تجدر الإشارة أن الجزائر ما تزال تتمسك بطلب اعتذار رسمي من فرنسا عن جرائم استعمارها، لكن باريس تدعو إلى طي صفحة الماضي، والتوجه نحو المستقبل.