قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم حتى اليوم في منطقة عفرين شمالي سوريا، وصل إلى 4 آلاف و600 إرهابي.
جاء ذلك خلال حوار تلفزيوني مع عدة قنوات محلية، الاثنين، تطرق خلاله إلى العديد من المسائل الداخلية والخارجية.
وتعهد أردوغان بملاحقة الإرهابيين الذين يشكلون مصدر إزعاج للشعب التركي. وقال: "سنلاحق جميع الإرهابيين الذين يسببون الإزعاج لشعبنا، حتى آخر واحد منهم".
وفي سياق آخر ذكر الرئيس التركي أن جيش بلاده "قد يباغت الإرهاربيين في قنديل بشمال العراق ذات ليلة".
منبج:
وفي سياق تصريحاته تطرق الرئيس التركي إلى الحديث عن خارطة الطريق التي توصلت إليها أنقرة مع واشنطن مؤخرًا؛ والتي تتضمن إخراج إرهابيي "ب ي د/ بي كا كا" من منبج (شمالي سوريا) وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وقال أردوغان في هذا الصدد "لقد تم تحديد التواريخ التي ستطبق فيها هذه الخارطة، فإذا ما تم إخراج العناصر الإرهابية إلى شرقي الفرات بحسب الاتفاق، فسنتأكد حينئذ من صدقهم (الأمريكيين)".
واستطرد قائلًا "فالعرب يشكلون 90 أو 95 في المئة من السكان المقيمين هناك، وبالتالي فإنه وبإخراج تنظيم ب ي د/ي ب ك من هناك سيعود العرب لأراضيهم".
وبدعم من القوات الأمريكية، يحتل تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي، مساحات واسعة شمالي سوريا على الشريط الحدودي مع تركيا. وكان التنظيم احتل منبج التابعة لمحافظة حلب، في أغسطس/ آب 2016، بدعم أمريكي، في إطار الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.
حالة الطوارئ المعلنة بتركيا:
وبخصوص حالة الطوارئ المعلنة في تركيا، قال أردوغان "يمكننا بحث مسألة رفع حالة الطوارئ عقب انتخابات 24 يونيو/حزيران الجاري، لكن في حال مواجهة أي مشكلة سيُعاد تطبيقها مرة أخرى".
وأعلنت تركيا حالة الطوارئ في البلاد عقب محاولة انقلاب عسكرية فاشلة تعرضت لها في يوليو/تموز 2016.
طائرات (إف 35)، ومنظومة الصواريخ الدفاعية (إس-400):
أردوغان تطرق كذلك إلى الحديث عن الاتفاق بين أنقرة وواشنطن الخاص بتسليم مقاتلات من طراز "إف-35" الأمريكية خلال يونيو/حزيران الجاري لتركيا.
وقال في هذا الشأن "لقد دفعنا من ثمن هذه الصفقة 800 مليون دولار، وهو مبلغ يقتضيه الاتفاق الموقع بيننا بشأن طائرات الإف 35، وقد وعدوا بإتمام هذه الصفقة، أما إن فعلوا غير ذلك فهناك قانون دولي".
واستطرد "سنقوم بفعل كل ما يقتضيه هذا القانون أيًا كان".
تجدر الإشارة أن جميع إجراءات والفحوصات الأولية التجريبية على الطائرات المذكورة التي رسم على أجنحتها العلم التركي، قد تم تنفيذها بالكامل.
وعن منظومة الصواريخ الدفاعية (إس 400) التي تعتزم بلاه شراءها من روسيا؛ أوضح الرئيس التركي أنه سيتم استخدامها "بشكل فعال عند الضرورة، بحيث لا نكون بحاجة للولايات المتحدة".
وتابع "عند وصول هذه الأنظمة الدفاعية سنستخدمها، لأنها مصنعة لهذا الغرض، فلا يحاسبنا أحد في ذلك"، مضيفًا "واليونان وسوريا تستخدمان أنظمة (إس 300) فلماذا لا تنزعجون منهما"
ووقعت تركيا نهاية العام الماضي اتفاقية مع روسيا في أنقرة لشراء منظومتي دفاع صاروخي إس-400 لتصبح تركيا بذلك ثاني دولة تشتري المنظومة من روسيا.
قناة إسطنبول البحرية:
وفيما يتعلق بقناة إسطنبول البحرية، شدد الرئيس التركي أن مشروع القناة يعتبر مشروعاً إستراتيجياً. وأشار إلى أن القناة ستصبح مشهورة عالميًا كما هو الحال بالنسبة لقناة بنما.
وأعرب الرئيس التركي عن استغرابه من الوعود التي يطلقها محرم إنجه، المرشح الرئاسي عن حزب الشعب الجمهوري، بشأن اعتزامه عدم تنفيذ هذا المشروع حال وصوله للحكم.
وتابع أردوغان قائلا في ذات الشأن "يطلق مثل هذه الوعود، وهو لا يعرف ما يمكن أن توفره مثل هذه القناة للبلاد من دخل، فكما تعلمون قناة السويس (في مصر) تدر حاليًا 40 مليار دولار، وكذلك قناة بنما تدر دخلًا هي الأخرى".
ولفت أن "القناة التي يبلغ طولها 45 كم ستضفي على مدينة إسطنبول جمالًا ورونقًا، وستصبح ماركة عالمية يشار إليها بالبنان".
ومشروع القناة الذي سيعزز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا بموازاة مضيق البوسفور.
وتهدف الحكومة من خلال المشروع، إلى تخفيف حركة السفن عبر البوسفور وفتح فرص استثمارية جديدة على ضفتي القناة، على أن ينتهي حفرها بحلول عام 2023.