جرائم ضد الإنسانية ارتكبها "ب ي د" الإرهابي ووثقتها المنظمات الدولية
- وكالة الأناضول للأنباء, اسطنبول
- Feb 01, 2018
أكد العديد من المنظمات الدولية، في تقاريرها، ارتكاب تنظيم "ب ي د"، الذراع السوري لتنظيم "بي كا كا" الإرهابي، للكثير من الجرائم ضد الإنسانية في المناطق الخاضعة لسيطرته شمالي سوريا.
ووثّقت التقارير الصادرة عن عدة جهات دولية، قيام "ب ي د/ ي ب ك" بمجازر راح ضحيتها 500 شخص بينهم أطفال، فضلا عن اتباع سياسات تطهير عرقي وتهجير قسري بحق أهالي المناطق التي أحكم سيطرته عليها، وفي مقدمتهم العرب والتركمان والأكراد والإيزيديون.
ووفقا لبيانات جمعتها الأناضول من عدة تقارير دولية، فإن مليشيات "ب ي د/ ي ب ك" الذراع السوري لتنظيم بي كا كا الإرهابي، تواصل تطبيق نفس إستراتيجية بي كا كا، حيث تمارس منذ 30 عاما ضغوطات وعنف بحق أهالي المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا.
وارتكبت مليشيات "ب ي د" منذ عام 2013، وتواصل ارتكاب الكثير من الجرائم الإنسانية أمام أعين المجتمع الدولي، في إطار مساعيها الرامية إلى إحلال حكم ذاتي في مناطق عفرين وعين العرب والجزيرة السورية.
ووفقا لتقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان في يناير/ كانون الثاني عام 2016، تم توثيق انتهاكات كثيرة نفذتها "ب ي د" في مناطق سيطرتها، أبرزها التطهير العرقي، والاعتقالات التعسفية، والتجنيد الإجباري تحت قوة السلاح، وتهجير المدنيين.
وقالت الشبكة إن "ب ي د" ارتكب حتى تاريخ إعداد التقرير جرائم قتل بحق نحو 500 مدني، بينهم 51 طفلا و43 امرأة، فضلا عن 16 شخص لقوا حتفهم تحت التعذيب.
وأضاف التقرير أن المليشيات الإرهابية أطلقت تهديدات ومارست ضغوطات ضد معارضيها من الأحزاب السياسية الأخرى.
وأجرت "ب ي د" أولى جرائمها بحق معارضيها في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، حين اغتالت رئيس حزب تيار المستقبل مشعل تمو.
كما اغتالت لاحقا أحد رؤساء العشائر واسمه عبد الله بدرو، ومسؤول حزب الوحدة الديمقراطي الكردي السوري في حلب شيرزاد حاج رشيد.
وفي الوقت الذي كان يوجد فيه 12 تجمعا كرديا في سوريا قبيل الثورة، تبرز اليوم في البلاد مليشيات "ب ي د/ ب كا كا" فقط.
وحسب التقرير، بلغ عدد المهجرين نتيجة الضغوطات في مناطق "ب ي د" قرابة 350 ألف شخص، حيث لجأ معظمهم إلى تركيا.
** تقرير "لا مكان لدي أذهب إليه"
أوضحت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن "ب ي د" طبقت سياسات تطهير عرقي وتهجير بحق أهالي المنطقة وفي مقدمتهم العرب والكرد والتركمان والإيزيديون، حيث أجبرت عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم.
كما وثقت "لجنة تقصي الحقائق" خلال زيارتها منطقة تل أبيض بتاريخ 22 يونيو/ حزيران عام 2015، لمعاينة آخر المستجدات فيها على أرض الواقع، تهجير التركمان والعرب على يد مليشيات "ي ب ك".
وتعد قرى العيسوية، وعبدي، والثورة، وباب الهوى، والدابا، والمدلج، وقره شرف، من أهم القرى في تل أبيض التي شهدت تهجير العرب والتركمان.
وكشف التقرير أن نحو 100 عائلة تركمانية في الحسكة تعرضت لاعتقالات كيفية وتعذيب خلال فبراير/ شباط عام 2015.
من جانب آخر، وثقت منظمة العفو الدولية في تقرير لها بعنوان "لا مكان لدي أذهب إليه"، أصدرته في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2015، قيام مليشيات "ب ي د/ ي ب ك" بجرائم تطهير عرقي وتهجير.
وأكد التقرير أن التنظيم الإرهابي قام بعد طرده داعش من المنطقة بإجبار الأهالي على النزوح عقب حرق وتدمير منازلهم.
** تجنيد الأطفال
ارتكبت مليشيات "ب ي د/ ي ب ك" الإرهابية جريمة أخرى ضد الإنسانية من خلال تجنيد الأطفال في صفوفها تحت التهديد بقوة السلاح.
ويعتبر تجنيد الأطفال وسوقهم إلى الحروب ممنوعا بموجب "اتفاقيات جنيف وبروتوكولاتها عام 1949"، ومعاهدة الأمم المتحدة لحقوق الأطفال وبروتوكلاتها الإضافية عام 1989.
ووفقا لتقرير صادر عن لجنة التقصي الدولية التابعة للأمم المتحدة بتاريخ 16 أغسطس/ آب عام 2013، فإن مليشيات "ب ي د/ ي ب ك" جندت في صفوفها أطفالا ذكورا وإناثا بعمر 12 عاما فقط في كل من عفرين والحسكة.
وحسب تقرير سنوي للأمم المتحدة بعنوان "الأطفال في سوريا والصراعات المسلحة" صادر عام 2013، تم تجنيد أطفال ذكور وإناث تراوح أعمارهم بين 14- 17 عاما في صفوف التنظيم الإرهابي بالحسكة.
بدوره، موقع "كورد ووتش" الإخباري المستقل نشر تقرير خلال مايو/ أيار عام 2015، أوضح فيه أن "ب ي د" يضم في صفوفه أطفالا بعمر 12 عاما.
وأضاف أن التنظيم يُخضع الأطفال بعد اختطافهم للتدريب في معسكرات بي كا كا بجبال قنديل.