رغم البرد القارس وتراكم الثلوج، شارك حشد من المسؤولين والمواطنين الأتراك، اليوم الأحد، في مسيرة كبيرة أحيت ذكرى استشهاد الآلاف من أجدادهم في معركة "صاري قامش" بين الجيشين العثماني والروسي، إبان الحرب العالمية الأولى (1914-1918).
المسيرة جرت في قضاء "شن قايا" بولاية أرضروم (شمال شرق)، وشارك فيها والي الولاية، سيف الدين عزيز أوغلو، ورئيس البلدية، محمد سكمن، إلى جانب مسؤولين سياسيين وعسكريين.
وبمناسبة الذكرى الـ103 لمعركة "صاري قامش"، ردّد المشاركون في المسيرة هتافات تُشيد بمكانة الشهداء والجنود الأتراك عبر التاريخ، وذلك برفقة الجوقة الموسيقية العثمانية "مهتران".
كما شارك في الفعالية فرق كشافة من فلسطين وأذربيجان ولبنان، إضافة إلى العديد من الأطفال والشباب والمسنين الأتراك المقيمين في المنطقة، رافعين العلم التركي.
وانتهت المسيرة في ساحة مركز القضاء؛ حيث تم عرض ملابس جنود أتراك استشهدوا خلال الحرب العالمية الأولى.
وتقام في تركيا فعاليات لتخليد ذكرى الشهداء بين 22 ديسمبر/كانون الأول من كل عام و15 يناير/كانون الثاني من العام التالي.
وخلال حرب بين عامي 1877 و1878، احتل الجيش الروسي أراضي عثمانية، مثل: "صاري قامش"، و"باتومي"، و"قارص" و"أردهان".
وتولى "أنور باشا" قيادة الجيش العثماني في منطقة "صاري قامش"، التابعة حاليًا لولاية قارص (شرق الأناضول)، وقرر شنَّ هجوم من ثلاثة محاور على الجيش الروسي لتحرير الأراضي العثمانية.
وانتهت الحملة العسكرية نهاية مأساوية؛ إذ توفي عشرات الآلاف من الجنود الأتراك من شدة البرد، ووقع آلاف آخرون في الأسر، ولقوا حتفهم لاحقا من الجوع والعطش في سيبيريا وأوكرانيا.