وصف المؤرخ التركي الشهير "إيلبر أورتايلي"، صمود القائد العسكري العثماني فخر الدين باشا في المدينة المنورة عام 1918، ودفاعه عن المقدسات، بالبطولة التي تنبع من الإيمان.
جاء ذلك في تصريحات علّق فيها على إعادة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، نشر تغريدة مسيئة لفخر الدين باشا والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل يومين.
وأوضح أورتايلي أنّ فخر الدين باشا وجنوده، استمروا في الدفاع عن المدينة المنورة ومقدساتها، رغم قلة العتاد والغذاء، وبقائهم وحدهم دون إمدادات تصلهم من أي جهة.
وفي هذا السياق قال أورتايلي: "عندما كان فخر الدين وجيشه داخل المدينة المنورة، كانت الجيوش الأخرى أعلنت الهدنة فيما بينها، وكان هو وجنوده منعزلين عن الجميع، ولم يتركوا المدينة، وسطّروا هناك ملامح بطولية لا مثيل لها".
ولفت أورتايلي إلى أنّ الوزير الاماراتي ليس الوحيد الذي يوجّه انتقادا لفخر الدين باشا، إنما هناك أتراك يجهلون حقيقة ما كان يفعله هذا القائد، لذا يقومون بانتقاده جهلاً.
وفي وقت سابق، أعاد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، نشر تغريدة مسيئة لأردوغان، وادّعى ارتكاب فخر الدين باشا، (القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى)، جرائم ضدّ السكان المحليين.
الأمر الذي اثار موجة غضب كبيرة في تركيا، ودفع بالرئيس رجب طيب أردوغان إلى مخاطبة ناشر التغريدة بالقول: "حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".
يشار إلى أن "عمر فخر الدين باشا"، والذي لقبه الإنكليزي بـ "نمر الصحراء التركي"، اشتُهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916-1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة الإنكليز إبان الحرب العالمية الأولى.
ورغم الأوامر من إسطنبول والضغط من الإنجليز حول تسليم المدينة المنورة وتركها، رفض فخر الدين باشا ترك مدينة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) واستمر في المقاومة، حتى اعتُقِل كأسير حرب من قبل الإنكليز، وأُرسِل كأسيرٍ إلى مالطا لمدة ثلاث سنوات، وبفضل جهود حكومة أنقرة جرى إطلاق سراحه عام 1921، ثم تعيينه لاحقًا سفيرًا لتركيا في أفغانستان.