تخلى شرطي تركي عن أداء مناسك العمرة مع زوجته وطفله لتحقيق حلم قروي من غانا في الحج.
قصة المواطن الغاني "الحسن عبدالله" (82 عاما) بدأت أثناء قيام قناة "TRT WORD" التركية بتصوير برنامج تلفزيوني في قريته قبيل زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى غانا في مارس/آذار 2016.
وخلال عملية التصوير، لفت نظر عبد الله طائرة درون يستخدمها مصور بالقناة في عمله، فسأله عنها، وعن طريقة عملها.
وبعد أن قدم له المصور تفاصيل عن الطائرة، قال المسن الغاني: "هل بإمكانكم صنع طائرة أكبر منها، وتنقلوني من خلالها إلى الحجاز (السعودية) لأداء فريضة الحج؟".
قصة عبد الله انتشرت على نطاق واسع في شبكات التواصل الاجتماعي بعد أن قام أحد طواقم القناة التركية بنشرها عبر حسابه على "فيسبوك"؛ حيث تعاطف معه الكثيرون.
وعقب انتشار الخبر، حاول العديد من المواطنين ورجال الأعمال الأتراك الوصول إلى عبد الله لدفع نفقات الحج له، وكان من بينهم شرطي اسمه "صامد" (طلب عدم ذكر لقبه)؛ حيث تواصل مع السفارة التركية بالعاصمة "أكرا"، ونجح في الوصول إلى المسن الغاني.
وقال نائب رئيس "جمعية الصداقة والتضامن" في غانا، المحامي التركي، جهاد غوك دمير، الذي رافق المواطن الغاني مع الشرطي "صامد"، إلى مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول لتوديعه إلى الأراضي المقدسة، إن العديد من المواطنين الأتراك ورجال الأعمال تواصلوا معهم من أجل دفع نفقات الحج للمسن الغاني.
بدوره قال الشرطي التركي إنه وصل إلى المسن الغاني بفضل جهود سفارة بلاده في "أكرا"، وتدخل وزير الخارجية مولود جاوش أوغلو شخصيا من أجل تسهيل إجراءات قدومه إلى تركيا ومنها إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج وتحقيق حلمه.
ولفت الشرطي التركي إلى أن زوجته هي التي رأت صورة المسن الغاني على شبكة التواصل الاجتماعي، وقام هو بدوره بالتواصل مع سفارة بلاده في غانا.
وأشار إلى أن جاوش أوغلو تدخل في الموضوع من أجل تسهيل إجراءات سفر عبدالله.
وتابع: "وزارة الخارجية أرادت أن تتكفل بجميع مصاريف العم عبد الله. لكني أصررت على تحمل النفقات. لقد نجحت في ذلك من خلال الأموال التي كنت أدّخرها منذ 6 أشهر، وبفضل أصدقائي وأقربائي. أدعو الله أن يتقبل منا ذلك".
بدوره عبر عبد الله عن سعادته لتحقيق حلمه، معربا عن شكره لتركيا وشعبها ولكل من ساهم في رحلته إلى الحج.
وانطلق عبد الله إلى المدينة المنورة من مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول عبر طائرة مجدولة تابعة للخطوط الجوية التركية.