قرية كويوجاك: أرض الخزامى في تركيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 05.01.2017 00:00
آخر تحديث في 05.01.2017 20:35
قرية كويوجاك: أرض الخزامى في تركيا

يعد إنتاج زيت الخزامى أو اللافندر، مصدر دخل مهم في تركيا،

منذ خمسين عاماً وسكان قرية كويوجاك يعملون في استخراج زيت اللافندر، في منطقة إسبرطة، حيث ينتجون أكثر من نصف الناتج الإجمالي التركي من هذه المادة الفواحة.

تقع كويوجاك على مسافة 47 كم من إسبرطة، على هضبة خلابة، على سفح جبال طوروس وتحيط بها المنحدرات والسهول المغطاة بنباتات اللافندر.

ووفقاً لإحصائيات المعهد التركي للإحصائيات، كانت كويوجاك تنتج، سنة 2013، 93 % من كامل الناتج التركي، على مساحة حوالي 300 هكتار. ثم بدأت القرية تستقطب السياح بحقولها المنثورة باللافندر. فكل من زار القرية وشاهد عناقيد اللافندر المنتشرة في الشوراع وعلى سطوح المنازل، قد وقع في حب المكان وروائحه ومناظره.

وتدين هذه القرية بجمال طبيعتها وحتى بقسم من ازدهارها الاقتصادي إلى تلك النبتة الأرجوانية. وقد بدأ إنتاج اللافندر هوايةً في جنائن السكان، ثم انتشرت إلى شوارع البلدة قبل أن يصبح إنتاجها على مستوى تجاري.

إذ كانت زراعة اللافندر والاعتناء به هواية السكان المحليين.

تقول مديرية الثقافة والسياحة في البلدة أن اللافندر يبدأ بالبرعمة في شهر حزيران/يونيو، خلال 45 إلى 50 يوماً. وخلال فترة التزهير، تصطبغ القرية كلها تقريباً بالأرجواني، في مهرجان من الألوان والروائح يجذب السياح من كل مكان. ثم يبدأ موسم حصاد اللافندر في شهر آب/أغسطس.

ويستمتع السياح وقتها بالتجول بين الجنائن الثرية بالعطر، والمشاركة في مسابقة صور "السلفي" أو في التجول على الدراجات الهوائية، أو تعلم كيفية استخراج الزيت من هذه النبتات الجميلة.

* إنتاج اللافندر في تركيا:

لزيوت اللافندر العطرية مكانة هامة في الصناعة الدوائية التركية وصناعة التجميل. وقد وصل إنتاجه عام 2016 حوالي 747 طناً، بزيادة 87 % عن عام 2015 حيث وصل إنتاجه 400 طن.

ومع أن هذه الكمية تبقى أقل بقليل مما يحتاج إليه البلد من زيت اللافندر، إلا أن الإيرادات من تصدير المادة قد ازدادت بازدياد الإنتاج. فبينما حققت صادرات المادة عام 2014 ما يعادل 18.500 دولار، تجاوز هذا الرقم سنة 2015 حاجز 25.000 دولار.

ويقول مدير معهد تراقيا للأبحاث الزراعية، عدنان تولك، إن تكلفة استخراج ليتر واحد من زيت نبات اللافندر يتكلف من 80 إلى 100 يورو في بلغاريا. وأن بلغاريا وفرنسا هما أكبر بلدين منتجين لهذه الزيوت في العالم. علماً أن العمر الاقتصادي للنبتة هو 10 سنوات.

ويتابع السيد عدنان: "في بلغاريا، تبلغ المساحة المستثمرة لزراعة نبتة اللافندر 4000 هكتار، مما يجعلها من أكبر روافد الاقتصاد الوطني. أما في تركيا، فالأراضي المستثمرة لهذا الغرض لا تتجاوز الـ200 هكتار".

ثم يدعو مدير المعهد المستثمرين للاستثمار في هذه الصناعة/الزراعة لملائمة البيئة الزراعية في المنطقة للأمر.

وأكثر ما يستعمل زيت اللافندر في صناعات العطور ومستحضرات التجميل.

علاوة على إنتاج عسل اللافندر الذي يتميز عن سواه من أنواع العسل برائحته النفاذة وخفة كتلته.

ولعشاق الشاي، هناك الشاي بنكهة اللافندر الذي يدخل في تركيبته أوراق مجففة من اللافندر، بعد أن تغلى وتوضع في الفرن لبضع دقائق. ويعرف هذا الشاي باسم لافندين، وهي نبتة خاصة من اللافند تنمو بخاصة في قرية كويوجاك، وهي مفيدة جداً لمرضى التهاب الكبد ب والكبد الدهني، إذا ما أخذ على مدى 15 يوماً.