العربية لطلاب الجامعات .. ثورة في تعليم لغة الضاد للأتراك تطبق في 14 جامعة تركية
- وكالة الأناضول للأنباء, اسطنبول
- Oct 07, 2016
عادة ما يصطدم الطلاب الأتراك الساعون لتعلم اللغة العربية بمناهج دراسية تستند إلى ثقافات محلية للبلدان التي وضع أساتذتها تلك المناهج، وغالباً ما تكون من إعداد السعودية أو مصر.
وقد تنّبه محاضر تركي لتلك المسألة، فكرس وقته وجهده لحلها؛ حيث جسّد ذلك أخيراً في "العربية للجامعات" وهي سلسلة جديدة لتعليم اللغة العربية لطلاب 14 كلية في 14 جامعة تركية مختلفة، بنكهة الثقافة التركية، وفق منهج جديد يعتمد على الحداثة والتطور.
الأستاذ المحاضر في كلية الشريعة بجامعة اسطنبول، سليمان قبلان، تمكن من إنجاز السلسلة لتتضمن 6 مجموعات، وفق 4 مراحل تعليمية، تراعي نظام التعليم الجامعي في البلاد.
ومن الملفت اعتماد 14 جامعة في تركيا هذا المنهج لتعليمه في المرحلة اللغوية التحضيرية، قدمها بشكل أساسي لطلاب كليات الشريعة والآداب، ورغم أن المنهاج طبع منذ ما يقارب الشهر فقط، إلا أن الحاجة له دفعت هذه الجامعات لاعتمادها وتفعيلها، ويتوقع أن تعتمدها جامعات أخرى في القريب العاجل.
وازدادت الحاجة في تركيا لتعلم اللغة العربية مع شدة في الإقبال عليها من قبل الأتراك نظراً للحاجة التعليمية وانفتاح الأتراك على العالم العربي وبالعكس، فضلاً عن عامل التاريخ المشترك والثقافتين المتقاربتين.
وفي السنوات الماضية، عكفت الجامعات التركية على اعتماد مناهج تعلم العربية من دول كالسعودية ومصر إلا أنها لم تلبّ الحاجات للطلبة الشباب، بحسب المؤلف، كما أنها لم تواكب نظام الدورات المتبع في الجامعات التركية.
وخلال حوار مع المؤلف قبلان مع الأناضول، قال: "منذ 10 سنوات، واجهنا إشكاليات عدة ونحن ندرس اللغة العربية بكلية الشريعة في المرحلة التحضيرية، من مناهج مأخوذة من دول عربية مثل السعودية ومصر، وعند التدريس بمثل هكذا مناهج، أذكر منها أنها لا تتضمن ثقافة الأتراك العامة، بل ثقافة محلية للسعودية، أو مصرية وغيرها..".
وتابع قائلاً: "ومن المشاكل الأخرى، نظام الدورات في المرحلة التحضيرية بالكلية المتعلقة باللغة، فالمناهج الموجودة لا تناسب نظام الدورات، والمشكلة الثالثة هي ضعف ارتباط أسلوبها اللغوي مع المناهج الدراسية الأساسية بالكلية".
وأشار قبلان إلى أنه نتيجة للأسباب السابقة، "خطر بباله تأليف سلسلة تحل هذه المشاكل، وتضع بين يدي الطلاب والأساتذة مواضيع تهتم بثقيف الطلاب، وتعالج مشاكل التعليم بنظرة جديدة، وبتقنية عالية من صوتيات ومرئيات ومطبوعات".
ولفت إلى أنه: "أعد السلسلة خصيصا لتعليم اللغة في الجامعات، والهدف الرئيسي منها تنمية قدرة الطالب لقراءة الكتب العربية المعاصرة والقديمة، وانطلاقا من هذه النقطة، وتلبية لحاجة الجامعات، رأينا أنه يجب أن يشعر الطالب عندما يتعلم اللغة، أنه يعيشها بواقعها المرتبط بالحياة".
كما أوضح بالقول "وضعنا المناهج بشكل يوافق المتطلبات الجامعية، والسلسلة مؤلفة من 4 مراحل، عندما يدرسها الطالب يرتقي شيئاً فشيئاً للوصول للمرحلة المناسبة للمتطلب الجامعي، ونظام الدورات ينقسم لأربع أقسام، والمهارات أو المجموعات تدرّس النحو والصرف، القراءة، المحادثة، الاستماع، والإنشاء، والكتابة، وكل مجموعة يمكن الانتهاء منها في غضون شهرين ما يتوافق مع مدة كل دورة ومرحلة، حيث يمكن للطالب أن يتقن اللغة العربية في 8 أشهر بالمستوى المطلوب الذي يؤهله للبدء في الدراسة الأساسية".
أما فيما يتعلق بالمنهج، الذي اتبعه في تأليف السلسلة، كشف أن هناك منهجين، هما الحلزوني والاختياري، فالحلزوني يقوم على ما درسه الطالب في القراءة والكتابة، فيجد التطبيقات المناسبة له في النحو والصرف، ما يؤسس لارتباط وثيق بين الكتب، فعندما يدرس الطالب النحو يجب أن يتركز تفكيره على النحو، دون التفكير بالجملة والكلمات الجديدة".
وحول ما يميز هذه السلسلة عن غيرها من ناحية الشكل والتقنية، أفاد: "3 أشياء مهمة، الأولى تعتمد على الذكاء التصويري، عندما يرى الطالب كلمة جديدة يحفظها مع الصورة، على عكس السلاسل القديمة، فكل كلمة جديدة يذكر معها المفرد والجمع، مع مرادفها وضدها، مترافقة مع الصورة".
وأضاف أن "الأمر الثاني هو تسجيل الأصوات بتقنية عالية، بالتعاون مع شركات احترافية، والقراءة تعتمد على الصوت فقط، والميزة الثالثة في دروس الاستماع ترافقها فيديوهات وثائقية، فهناك مؤثرات مرئية مع الصوت، وبها تكاملت السلسلة بالتقنيات الحديثة".
ورداً على سؤال حول مدى نجاح السلسة في التأثير على الطلبة وتمكنهم من التعلم في 8 أشهر، أجاب قبلان: "علمياً نحن لا نعتمد على التحديات، لأن النتيجة ترى في الواقع، لذا نقول نحن بحاجة للوقت من أجل اختبار السلسلة".
وراهن على أن "الطلبة يحبذون في الوقت الحالي استخدام الهواتف الذكية، وعندما يريد الطالب أي نص في الكتاب، هناك صفحات مشفرة عبر QR كود، يمكنه من التصفح عبر الهاتف، وهو ما يجذبهم، والأمر الثاني ثقافتهم، وكذلك السلسلة تعتمد على الثقافة المادية التركية (..)، ولذلك لا يشعر الطالب بالاستغراب أو الغربة"، على حد تعبيره.
وتابع موضحاً: "الأمر الثالث أن الطالب يحبذ مشاهدة مقاطع عبر الانترنت، وهو ما تتيحه السلسلة من خلال الوسائل المتعددة من أفلام وشعر وأناشيد وغيرها على الشبكة العنكبوتية".
أما عن آفاق السلسة والخطة المستقبيلة، أوضح أن "هذه السلسة جديدة، وطبعت قبل أكثر من شهر، ورغم حداثة عهدها، فإنها تدرس في 14 كلية في عموم البلاد، منها كلية الشريعة في جامعة إسطنبول، جامعة سكاريا (غرب)، أرضروم (شمال شرق) وغيرها".
ولفت إلى أنه "سيعاد النظر بالمادة العلمية ككل، فضلاً عن التدقيق اللغوي، فلا بد أن هناك أخطاء، لأننا بشر".
كما بين أن "الموقع الالكتروني صمم على مستوى عال جدا، يمكن تصفحه بشكل جيد وسهل وسلس، والكليات فيها سبورات ذكية، لذلك فإن الموقع جهز بعناية جيدة، وقسّم بشكل جيد ليكون متاحا للطلاب".