يلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمدينة "سانت بطرسبرغ" الروسية، في أول لقاء بين الزعيمين منذ حادثة اسقاط طائراتٍ حربية تركية مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا وتدهور العلاقات بين البلدين.
ويتوقع أن تسيطر ملفات إعادة تطبيع العلاقات السياسية والإقتصادية بين البلدين والملفات الإقليمية الهامة على مباحثات الرئيسين، في ظل تكهنات بأن يأخذ الملف السوري الجزء الأكبر من المباحثات في محاولة لإيجاد حل للأزمة المتواصلة منذ 5 سنوات.
وقال أردوغان، إن "روسيا الإتحادية هي أهم لاعب فيما يتعلق بجلب السلام إلى سوريا، وأعتقد أنه ينبغي علينا حل هذه المسألة من خلال إقدام تركيا وروسيا على خطوات معاً في هذا الصدد"، واصفاً زيارته بأنها ستكون "ميلاداً جديداً" للعلاقات بين البلدين.
وأضاف في مقابلة له مع وكالة "تاس" للأنباء وقناة "روسيا 24" الروسيتين: "مرت على حادثة إسقاط الطائرة (التي أسقطتها تركيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي) المؤسفة، 8 أشهر، رغم ذلك استمرت علاقاتنا في العديد من المجالات خلال تلك الفترة، لكن كانت لدينا أهداف لرفع حجم التبادل الإقتصادي إلى 100 مليار دولار أمريكي"، مشيرا إلى تعثر بعض المشاريع الضخمة منها محطة "آق كويو" للطاقة النووية بتركيا، بسبب توتر العلاقات بين البلدين.
وأعرب عن اعتقاده أن لقاءه بوتين، سيفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، مضيفاً "هذه الصفحة الجديدة تشمل مجالات سياسية وعسكرية واقتصادية وتجارية وثقافية بالإضافة إلى أمور يمكن للاعبين إقليميين مهمين القيام بها"، معتبراً الزيارة بمثابة "ميلادٍ جديدٍ" و"بداية جديدة بين البلدين" و"الصفحة الجديدة".
وحول معاقبة قاتل الطيار الروسي، الذي قتل في سوريا بعد إسقاط طائرته، أكد أردوغان أن المتهم بقتل الطيار الروسي في الداخل السوري، موجود الآن في السجن، لافتاً إلى استمرار عملية محاكمته.
وفي نهاية يوينو/ حزيران الماضي قضت محكمة تركية، بسجن "ألب أرسلان جليك"، حتى 8 يونيو/ حزيران 2017، إلى جانب تغريمه بمبلغ ألفي ليرة تركية ( نحو 700 دولار)، بعد إدانته بـ "تزوير عملات" و"النصب والاحتيال"، و"مساعدة سجناء على الفرار" في ولاية "ألازيغ" شرقي البلاد.
وفي وقتٍ سابق، تناقلت وسائل إعلامية تصريحات منسوبة لـ "جليك"، تفيد أنه قتل قائد المقاتلة الروسية التي أسقطتها تركيا في (نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي)بعد انتهاكها مجالها الجوي عند الحدود مع سوريا.
وأشار أردوغان إلى اتصال بوتين به عقب محاولة الإنقلاب الفاشلة مباشرة، لتقديم الدعم، مضيفا: "في اليوم التالي من محاولة الإنقلاب اتصل بي بوتين ليعلن أنه ضد الإنقلاب وأنه يقف إلى جانبنا في مواجهة الإنقلاب".
واستدرك: "ينبغي على العالم وعلى جميع الزعماء السياسيين في العالم، أن يقفوا في وجه من يقومون بإنقلابٍ على الدولة والشعب، والسيد بوتين فعل ذلك في لحظتها لذلك أقدم الشكر له".
ونفى أردوغان مزاعم إبلاغ روسيا للجانب التركي مسبقاً بأن منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية تريد تنفيذ إنقلاب في تركيا، مضيفا: "أنا أول من يجب أن يعلم ذلك، لكنني لم أتلق أي معلوماتٍ (حول محاولة الإنقلاب) لا من جهاز الإستخبارات ولا من أية جهة أخرى".