قال وزير الخارجية التركية مولود جاووش أوغلو، الاثنين، إن عملية عسكرية برية في سوريا من قبل تركيا والمملكة العربية السعودية غير موجودة على جدول الأعمال، مؤكداً أن أي خطوة من هذا القبيل تحتاج إلى دعم وقرار من جميع دول التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش".
وفي وقت سابق أكد أوغلو أنه من غير الواقعي أن تخوض تركيا حرباً لوحدها ضد تنظيم داعش في سوريا، مشدداً على ضرورة وجود قرار دولي إما من خلال التحالف الدولي ضد التنظيم، أو من خلال مجلس الأمن الدولي.
وأضاف جاووش أوغلو "بدلًا من أنَّ نحارب تنظيم داعش، ونسند ظهورنا لتنظيمات إرهابية أخرى، بإمكاننا نحن الـ 65 دولة (التحالف الدولي) أن نحارب هذه التنظيمات، فقيام عملية عسكرية تركية سعودية في سوريا، لم يكن يوما في أجنداتنا".
واعتبر أن "مكافحة الإرهاب بواسطة تنظيم إرهابي آخر، لن يحقق النجاح"، مبينًا، أن تركيا "أبلغت الدول المشاركة في محاربة تنظيم داعش من أول اجتماع، بعدم اقتصار عمليات محاربة التنظيم على العمليات الجوية، وضرورة شنِّ عمليات برية مرافقة لها".
وكان العميد الركن، أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أعلن في تصريحات له يوم 4 فبراير/ شباط الجاري، استعداد بلاده للمشاركة في عمليات برية، ضد "داعش" في سوريا، إذا ما أصبح هناك إجماع من قيادة التحالف الدولي.
وفي الـ14 من الشهر نفسه، أكد المسؤول نفسه، انتشار قوات جوية سعودية بطواقمها في قاعدة "انجرليك" التركية، في إطار التحالف الدولي لمحاربة "داعش".
وفي رده على سؤال آخر، حول اتفاق روسي أمريكي بوقف إطلاق النار في سوريا، أكد وزير الخارجية التركي أنَّ استمرار القصف الروسي وهجمات قوات النظام السوري، يشكلان العائق الأكبر لتحقيق مثل هذا الأمر.
وتابع في هذا الصدد "مسودة الاتفاق الذي توصلوا إليه مع روسيا، يشكل انعكاسًا للإعلان الذي تم يوم 11 فبراير/ شباط الجاري (اتفاق ميونخ لمجموعة دعم سوريا)، بوقف إطلاق النار في سوريا، واتصلت مع كيري هذا الصباح، وأرسل لي نسخة عن التفاهم، الذي يعتزمون إعلانه".
واستطرد "المهم في هذا الإعلان، وقف الهجمات الجوية الروسية، وتطبيق هذا التفاهم، والمعارضة ستجتمع يوم غدٍ (الثلاثاء) في الرياض، لبحث مسودة الاتفاق".
وكان اجتماع "مجموعة الدعم الدولي لسوريا"، الذي شاركت فيه 17 دولة، وممثلون عن العديد من المنظمات الدولية، قد أقر، يوم 11 من الشهر الجاري، في مدينة ميونخ الألمانية، إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الداخل السوري، ووقف أعمال العنف في عموم البلاد، إضافة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم "2254"، اعتبارًا من الأسبوع الماضي، حسبما كان متفقاً عليه.
وأمس الأحد، قال بيان صادر عن الخارجية الأمريكية، إن جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، تباحثا في اتصال هاتفي، قبل يوم، المستجدات الأخيرة في الشأن السوري، والإجراءات المتعلقة بوقف إطلاق النار.
ووفق البيان، أعرب الوزير الأمريكي، عن أمله في التمكن من التوصل إلى وقف كامل للأعمال العدائية في سوريا، خلال أقرب وقت ممكن، وعن قلقه البالغ، حيال الغارات الروسية المتواصلة، والوفيات الناتجة عنها.
من جهته، وصف جينتيلوني، تصريحات نظيره التركي بـ"الواضحة"، ودعا إلى عدم انتظار تصريحات مغايرة من إيطاليا، مشددًا على "ضرورة تنسيق الجهود في محاربة داعش بين قوات التحالف الدولي".