من المقرر أن يفتتح متحف "الأشجار المصغرة" أو ما يعرف باسم البونساي، الأول من نوعه في تركيا، والذي يجري إنشاؤه حالياً في ولاية يلوا بمنطقة مرمرة، أبوابه أمام الزوار خلال أشهرٍ قليلة، حيث يضم ما يقرب من 200 عمل يعرض فن زراعة الأشجار المصغرة وتقليمها على طراز أشجار الشرق الأقصى.
والبونساي الذي يعرف بأنه فن تقليم الأشجار وتقزيمها وتشكيلها في أصص باستخدام تقنيات خاصة، يعد من الأعمال الفنية التي تحظى باهتمامٍ كبير في العديد من البلدان.
ويجري بناء "متحف يلوا بونساي" من قبل الإدارة المحلية الخاصة للترويج للفن القادم من الصين واليابان، بهدف زيادة عدد المتحمسين لهذا الفن في المدينة المعروفة أيضاً باسم "مدينة الزهور".
وقال حسن صوي غوزال رئيس الجمعية العامة الإقليمية لوكالة أنباء الأناضول، إنهم شرعوا في هذه الرحلة لإنشاء متحف بونساي، وسط أول مشتلين في تركيا في قرية صمنلي المركزية ومنطقة ترمال.
وأوضح صوي غوزال أن 60% من مدينة يلوا مغطاة بالغابات، قائلاً: "تعد ولايتنا أيضاً موطناً لأول متاحف الأشجار الحية في تركيا. ولمواصلة هذا المفهوم، خططنا لإنشاء متحف أشجار مصغرة".
وأضاف: "لدينا في يلوا، مدربون مهمون للغاية مبدعون في فن البونساي، ونحن نقوم بدمج مجموعاتهم القيمة في هذا المتحف. وقد أثارت هذه المبادرة الإهتمام في البلاد".
وأكد بالقول: "أقمنا ندوات ومعارض في بلادنا وخارجها بمشاركة فنانين محترفين في فن البونساي. ونتيجة للصداقات التي تشكلت بهذه المناسبة، تم تقديم تبرعات جديدة لمتحفنا. ولذلك، نقوم بإنشاء أحد متاحف البونساي الأولى في بلادنا في مدينة يلوا، وربما الأكثر أهمية في العالم". معرباً عن سعادته بترقب الحدث الهام: "بعد بضعة أشهر، سنزور متحفنا معاً".
من جانبه أوضح حسين إرسوي المهندس المعماري ومهندس التحكم في المشروع الذي نفذته إدارة الولاية، أن المتحف، الذي يغطي مساحة مغلقة تبلغ 200 متر مربع ومساحة إجمالية تبلغ 1800 متر مربع، سيحتوي على مساحة عرض وورشة عمل.
وفي معرض تأكيده على جهودهم من أجل سهولة وصول الجمهور، وخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، قال إرسوي: "لقد حرصنا على إتاحة الفرصة للطلاب وكبار السن للمجيء إلى هنا بسهولة والانضمام إلى ورشة العمل. وسيعرض متحفنا ما يقرب من 200 بونساي".
بدوره أعرب حسن شيمشك، الذي يعمل في مجال فن البونساي منذ 25 عاماً، عن سعادته باحتمال عرض أكثر من 100 من أعماله في المتحف.
وقال: "يتم إنشاء المتاحف لعرض والحفاظ على الأصول الثقافية والطبيعية ذات القيمة الرفيعة. والبونساي هو الفن الوحيد الذي يجمع بين الصفتين المذكورتين في تعريف الفن والمتاحف. إنه الفن الوحيد المصنوع من كائن حي. ولهذا السبب يكتسب اهتماماً كبيراً في جميع أنحاء العالم".
وأضاف: "سيكون المتحف علامةً فارقةً لتركيا وسيؤكد على أن هذا الاتجاه هو بالفعل نوع من أنواع الفن. ونحن متحمسون للغاية وسنحاول في متحفنا، تمثيل جميع الأشجار التي يمكن العثور عليها في بلادنا".
وختم شيمشك قوله بأنهم في المستقبل، يسعون إلى تضمين أشجار تمثل 81 ولاية في تركيا. وأنهم سيعرضون أعمالهم فقط بشكل مبدئي في المتحف، لكنهم يرغبون أيضاً في تمثيل الفنانين من مناطق مختلفة من تركيا بأشجارهم لاحقاً.
