يستقطب جبل آغري، والذي يُعتقد أنه يضم بقايا سفينة النبي نوح (عليه السلام)، بولاية آغري شرقي تركيا، آلاف السياح المحليين والأجانب على مدار العام.
ويحظى الجبل باهتمام العلماء وأساتذة الجامعات الراغبين بإجراء أبحاث عن سفينة النبي نوح وحادثة الطوفان التي تتحدث الديانات السماوية عن وقوعها في عهده.
وتم اكتشاف الموقع للمرة الأولى عام 1959، من قبل النقيب الطيار التركي إيلخان دوروبينار، أثناء عمله على التقاط صور جوية لمنطقة دوغوبيازيد بولاية آغري (شرق)، لصالح القيادة العامة للطبوغرافيا العسكرية في القوات المسلحة التركية.
وفي حين ما تزال الأوساط العلمية تجري أبحاثا لتحديد موقع بقايا سفينة النبي نوح، لكن الموقع المكتشف في آغري يعتبر الوجهة الرئيسية للعلماء والباحثين.
وحتى الآن، نظّمت جامعة أغري التركية 7 منتديات علمية حول سفينة نوح بمشاركة علماء محليين وأجانب، فيما تواصل المنطقة استقبال السياح على مدار العام.
المحاضر بقسم الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم بجامعة آغري، الأستاذ دكتور فاروق قايا، يقول إن المنطقة شهدت العديد من الدراسات والأبحاث العلمية حول سفينة النبي نوح.
ويضيف قايا، لوكالة الأناضول، أن "الأوساط العلمية المحلية والأجنبية تواصل حتى الآن إجراء أبحاث علمية بالمنطقة التي يعتقد أنها تضم بقايا سفينة النبي نوح".
ويوضح أن جامعة آغري بدأت عام 2022 العمل على مشروع علمي بالتعاون مع جامعة إسطنبول التقنية، يضم لجنة مكوّنة من أكاديميين من الجامعتين، لإجراء دراسات حول المنطقة.
ويوضح قايا: "في إطار المشروع، تم جمع عينات من المنطقة وفحصها في مختبرات جامعة إسطنبول التقنية، وقد صدرت بعض النتائج الجزئية لهذه الدراسة".
"يعتقد أن الحياة البشرية بدأت بالمنطقة قبل 5 آلاف عام قبل الميلاد، وتم التوصل إلى نتائج تتعلق بوجود مواد من فترات جيولوجية مختلفة، لكن الدراسات التي نجريها لم تكتمل بعد، وستكون دراسة طويلة الأمد"، وفق المتحدث.
ويقول قايا إن "النبي نوح يعتبر من الأنبياء المبجلين في جميع الديانات السماوية، ولهذا السبب كان هناك اهتمام كبير بالمنطقة من جميع أنحاء العالم".
مخاطر التآكل والانهيارات
ويشير إلى أنه "أجرى زيارات كثيرة للهيكل الذي يعتقد أنه من بقايا سفينة نوح"، مشيرا إلى "ضرورة حماية هذا الموقع، نظرا لأهميته على المستويين الشعبي والعلمي".
ويضيف: "حتى موقع الأحجار في هذا الموقع يستحوذ على أهمية خاصة، لا ينبغي نقل أو تغيير موقع أي حجر، جميع الموجودات في الموقع يجب أن تخضع لدراسات وأبحاث علمية".
ويردف: "لسوء الحظ، الموقع يعاني من تآكل وانهيارات أرضية، وهذا تهديد خطير للغاية، يحدث ذلك في أشهر الربيع بعد هطول الأمطار، إذ يرتفع منسوب المياه ويحدث تآكل خطير على الجانبين الأيمن والأيسر للهيكل".
ومحذرا من تلك العواقب، يشدد قايا قائلا: "إذا لم يتم اتخاذ تدابير جادة فربما نفقد بعد سنوات الشكل الأصلي للهيكل".
كما يحذّر من "إجراء الزوار جولات عشوائية في المنطقة، وإمكانية تسبب ذلك بأضرار للهيكل".
"بعض العلماء يعتقدون أن مقاسات وحجم الهيكل الموجود في الموقع (منطقة دوغوبايزيد بولاية آغري) تتطابق مع ما ورد ذكره في التوراة والإنجيل"، يضيف قايا، وأن الموقع بحاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية.
اهتمام عالمي كبير
من جهته، يقول أندريس جونز، صاحب ومشغل شركة أمريكية تعمل بمجال السياحة، إنه ينظم جولات إلى العديد من الدول الأجنبية.
ويذكر أن "الموقع الذي يعتقد أنه يحتوي على بقايا سفينة النبي نوح (جبل آغري)، يستقبل عددًا كبيرًا من السياح الأمريكيين والأوروبيين ومحليين".
ويتابع: "شهدت السنوات الماضية زيادة ملحوظة أيضا في عدد الزوار القادمين من الدول الآسيوية، فالناس في الخارج مهتمون جدا بهذا الموقع الجميل والمميز".
ودعا جونز "الجميع للحضور إلى الموقع والاستمتاع بروعة الطبيعة وعبق التاريخ".