استكشف الآثار القديمة والخلجان النابضة بالحياة في منطقة بحر إيجه في تركيا
- ديلي صباح,
- Aug 25, 2023
بفضل تراثها التاريخي الغني وعجائبها الطبيعية، توفر منطقة بحر إيجه في تركيا تجربة فريدة للزوار والسياح. ويسلط هذا المقال الضوء على أهم المعالم التاريخية المنتشرة على طول ساحل بحر إيجة التركي بالإضافة إلى بعض الخلجان والجزر التي تنتظر عشاق الطبيعة لاكتشافها.
1- مدينة أسوس التاريخية
وهي من أجمل مناطق بحر إيجة الساحلية التي أسسها اليونانيون القدماء، وتقع فيها أيضاً المدينة القديمة التي تختزل التاريخ وتسبر أغواره من خلال أعمال تنقيبٍ بدأت فيها منذ 219 عاماً.
وقد احتضنت أسوس على مر التاريخ، العديد من الحضارات والمجتمعات المختلفة، وكانت تسمى في العصور القديمة بـ "ترواس"، وفي الوقت الراهن، توجد قمة بركانية قرب المدينة الأثرية، فيما تقع قبالتها جزيرة "ميديلّي" اليونانية.
ويواصل علماء الآثار الأتراك منذ 38 عاماً أعمال التنقيب في المدينة القديمة، وخلال تلك المدة توصلوا للكثير من المعطيات التاريخية والأثرية، إلى جانب تخريج وتعليم أجيال جديدة من العلماء.
وتجدر الإشارة إلى أن أسوس تأتي في طلعية المدن اليونانية القديمة التي تم الحفاظ عليها، وهي تضم مبنىً للبرلمان وآخر للمسرح. كما أن المدينة القديمة بنيت على مستوىً عالٍ فوق مخروط من الصخور البركانية، ويتصف المنظر من القمة بأهمية جماليةٍ تاريخيةٍ كبيرة.
وتستضيف قرية أسوس المعروفة باسم بهرام، مئات الآلاف من الزوار كل عام بمينائها القديم ومعبد أثينا والمدرج والمسجد التاريخي والجسر والقلعة والمنازل الحجرية والفنادق والمطاعم. وهي تقع في مكان فريد على خليج إردميت جنوب غرب تركيا، وتُصنّف ضمن أهم المدن الساحلية في العصور القديمة.
2- بوزبورون مرمريس/ ولاية موغلا:
وهي بلدة ساحلية صغيرة تقع على ساحل شبه الجزيرة التي تحمل نفس الاسم "شبه جزيرة بوزبورون"، واشتهرت منطقة بوزبورون في العصور الوسطى بمحاجر الرخام التي يعود إليها أصل تسمية مرمريس الآتية من كلمة مرمر بمعنى رخام. وظلت المحاجر تعمل حتى زمن الرحالة تشارلز تيكسير الذي عاش في القرن التاسع عشر والذي ذكرها في كتاباته.
ومنذ القدم، كان الرخام منتجاً هاماً للتصدير بالنسبة للمنطقة بأكملها التي تُسمى الآن ولاية موغلا، وتوجد احتياطيات ضخمة من الرخام في مدينة كنيدوس الأثرية القديمة في طرف شبه جزيرة داتشا وصولاً إلى المنشآت الحديثة في مدينة كافا كيديري الداخلية البعيدة عن الشاطئ في عصرنا الحالي.
ولا توجد محاجر في بوزبورون حالياً، لكن أبحاث التنقيب جارية، ويتم الرجوع أحياناً إلى الوثائق والآثار التاريخية، لتحديد مواقع محاجر الرخام القديمة.
وتستضيف المدينة حالياً ميناءً صغيراً وجميلاً وهو أيضاً أحد المحطات الرئيسية على طريق السياحة البحرية الشهير المسمى الرحلة الزرقاء Blue Cruise. ويوجد حولها خلجان صغيرة كثيرة في البحر البكر النظيف جداً حولها.
كما تشتهر بوزبورون في المنطقة أيضاً ببناء السفن الخشبية الشراعية ذات التصميمات التقليدية ثنائية الصاري أو ثلاثية الصاري، وتعتبر السياحة وصيد الأسماك، وجمع الاسفنج البحري وتربية النحل من الوسائل الرئيسية لمعيشة سكانها بالإضافة لإنتاج عسل الزعتر المُستخرج منها والمشهور في جميع أنحاء تركيا.
3- معابد كاونوس المنحوتة في الصخر
يشعر الزائرون لمدينة كاونوس الأثرية التي تقع في ولاية موغلا التركية، بأنهم يغوصون في أعماق التاريخ إذ أنها مدينة ساحلية قديمة مدرجة ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتعليم والثقافة اليونسكو.
وتشهد المدينة الأثرية إقبالاً كبيراً من السيّاح المحليين والأجانب على مدار العام، لما تتمتع به من آثار ومعالم رائعة تعود لحوالي 3 آلاف عام.
ويوجد داخل مدينة "كاونوس"، مقابر صخرية ومسرح يتسع لـ 5 آلاف شخص وحمّام ومعبد ومعالم أخرى تُبهر الزائرين.
وبعد رحلة بحرية مُشوّقة لمدة 10 دقائق، وطريق بري محاط بالأشجار لمدة 15 دقيقة، يصل السيّاح إلى المدينة الأثرية لخوض مغامرة فريدة حيث تتصدّر المدينة قائمة الأماكن التاريخية الأكثر زيارة من قبل السيّاح المحليين والأجانب في موغلا
4- مدينة كنيدوس القديمة:
وتشرف المدينة على بحري إيجة والمتوسط في ولاية موغلا التركية وهي تشكل مركز جذب للسياح المحليين والأجانب بفضل الآثار العريقة التي تحتويها
وتعتبر المدينة، متحفاً في الهواء الطلق يروي تاريخ العصور القديمة، نظراً لما تتميز به من موقع مشرف على بحرين، واحتوائها على العديد من الآثار.
وتشكل "كنيدوس" التي يرجع تاريخ تأسيسها إلى نحو ألفين و600 عام، مركزاً لجذب السياح في ولاية موغلا، التي تتمتع بأطول شريط ساحلي في تركيا، وتوفر فرصاً رائعةً للسياح بفضل إمكاناتها الطبيعية وثروتها الثقافية.
5- أفسس
وهي من أعظم المٌدن الاغريقية القديمة في الأناضول، وتقع في منطقة ليديا Lydia التاريخية غرب الأناضول عند نهر كيستر الذي يصب في بحر إيجة التركي. وقد تأسست في القرن العاشر قبل الميلاد من قبل الإغريق القدامى. وتعتبر آثار مدينة أفسس أكبر مستقطبٍ للسياح وخاصةَ الذين يسافرون في السٌفن.
ومن أهم المواقع الأثرية في أفسس كنيسة القديس يوحنا، التي بٌنيت في القرن السادس الميلادي في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول والتي يعتقد أنها تضم ضريح يوحنا الرسول.
ومكتبة سيلسوس التي تم بناؤها سنة 125 قبل الميلاد في جهة تقابل الشرق ما وفر ضوءاً كافياً لغرف القراءة، وكانت تتضمن 12000 مخطوطة.
ومعبد أرطاميس وهو أحد عجائب الدنيا السبع الذي أزيلت معظم أجزائه على يد البريطانيين ولم يتبق منه سوى عمود واحد، وتوجد بقايا الأعمال الفنية للمعبد في المتحف البريطاني.
6- شاطئ جوملوك في منطقة داتشا في موغلا
وهو يحمل علامة العلم الأزرق، ويقع في قلب مدينة داتشا على أجمل ضفافها بالقرب من كل المناطق السياحية والخدمية، وهو واحد من شطآن المدينة التي يرتادها السياح المحليين والأجانب على حد سواء .
ويعتبر شاطئ كوملوك من أقدم الشواطئ في مدينة داتشا وتتوفر فيه كافة المرافق الخدمية كالمطاعم والمقاهي والاستراحات بالإضافة الى المتاجر التي تبيع المواد الغذائية والمشروبات والمواد المستخدمة على شاطئ البحر كمعدات السباحة والغوص وركوب الأمواج.
7- ساحل كنوديس ومدينة كاريان القديمة في منطقة داتشا/موغلا
تم اكتشاف منطقة كاريان عام 2009 وأصبحت جاهزة لاستقبال السياح عام 2013، ويعد السير في منطقة كاريان من أكثر الأنشطة التي يقوم بها السياح لاكتشاف جمال المنطقة الجنوبية الغربية من تركيا وتصوير الغابات الموجودة هناك، ويبلغ طول ممشى كاريان 820 كيلو متر، وتتميز هذه المنطقة بالأطلال القديمة التي تعود لحضارة كاريان حيث تجتذب الكثير من الزوار والسياح.