لا تزال جوهرة السياحة التركية المطلة على البحر المتوسط تستقطب مئات الآلاف من المصطافين الأجانب، فيما يشير الطلب إلى زخم مستمر بعد عطلة عيد الأضحى التي استمرت 9 أيام، وشهدت إقبال ملايين السياح على المنتجعات السياحية.
وتزايد عدد الوافدين إلى أنطاليا وبلغ ذروته خلال عطلة عيد الأضحى التي تمتد عادةً 4 أيام، لكن تركيا مددت العطلة لتشمل الفترة من 24 يونيو/حزيران حتى 2 يوليو/تموز.
وشهدت المدينة السياحية الجنوبية أكثر من 10.290 طائرة تهبط وتقلع خلال الأيام العشرة الماضية وحدها، وفقاً لبيانات المديرية العامة لهيئة المطارات الحكومية.
وخدمت المطارات في المنطقة أكثر من 1.7 مليون مسافر بين قادمين ومغادرين على الرحلات الداخلية والدولية. كما شهد مطار أنطاليا 1.188 رحلة جوية واستقبل 199.419 راكباً يوم 1 يوليو/تموز وحده، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق.
وشهد التدفق وصول أكثر من 5.5 مليون سائح إلى أنطاليا في النصف الأول من العام، مع وصول التنقل إلى ذروته خلال عيد الأضحى، ما قاد عموماً إلى حركة ضخمة في جميع أنحاء البلاد، حيث يستخدم الملايين الطرقات الداخلية ليصلوا إلى مسقط رأسهم، أو إلى المنتجعات السياحية.
هذا وقد صرح "كان كافال أوغلو" نائب رئيس جمعية أصحاب الفنادق السياحية، بأن مرافق الإقامة في الولاية الجنوبية قد حُجزت بالكامل خلال عطلة عيد الأضحى.
موضحاً أن التدفق القياسي للسياح بدأ في شهر يوليو/تموز، وأن وصول الوافدين سيستمر طوال الشهر وكذلك طيلة شهر أغسطس/آب.
ومن أهم الأسباب وراء زخم هذا العام، تدفق السياح من أوروبا وخاصة ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب الوافدين من روسيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى قيود الرحلات الجوية التي فرضتها الدول الغربية بعد اجتياح موسكو لأوكرانيا.
ومن بين أمور أخرى، أظهرت البيانات أيضاً ارتفاع الطلب من بولندا ورومانيا وإسرائيل وكازاخستان والتشيك ومولدوفا والنمسا.
كما أشار "كافال أوغلو" بشكل خاص إلى الاهتمام الكبير من ألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، بالقول:
"لم نعتقد أنه يمكننا الوصول بسهولة إلى أرقام عام 2019 بسبب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، لكنني الآن متيقن أننا سنصل إلى أكثر من 15 مليون سائح بحلول نهاية العام مع زيادة عدد الوافدين الروس والألمان عن أرقام عام 2019، إضافةً إلى الطلب في أسواقٍ مثل بولندا والمملكة المتحدة".
وأكد أن السوق البريطاني له أهمية كبيرة بالنسبة لقطاع السياحة التركي، وأن عدد الأشخاص القادمين من المملكة المتحدة تجاوز للمرة الأولى مليون شخص العام الماضي، وأنهم يتوقعون أكثر من 1.5 مليون بريطاني هذا العام.
وشدد "كافال أوغلو" على ما أشار إليه باعتباره حقيقة مهمة وهي أن أنطاليا تخلق سوقاً للموارد، يضم أكثر من مليون سائح. وقال: " لقد ملأ السوق البريطاني فجوة السوق الأوكرانية، التي تقترب خسارتها من حيث عدد السياح من 90% وكانت تعد سوقاً هامةً للقطاع".
وتوقع أن يمتد الموسم في أنطاليا حتى نهاية العام: "الحجوزات من ألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة مستمرة، ونتوقع أن يكون سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول على ما يرام أيضاً".
من جانبه قال "رضا بيرجين" الرئيس الإقليمي لبحر إيجة في اتحاد وكالات السفر التركية، إن قدوم السياح الأجانب إلى أنطاليا مستمر بالرغم من انتهاء عطلة عيد الأضحى.
وأضاف: "إذا لم تكن هناك انتكاسة كبيرة لا قدر الله، فإننا نتوقع أن نصل إلى 17 مليون سائح في أنطاليا". مؤكداً أن هذا لا ينبغي أن يكون مفاجأة حيث استضافت الولاية 15.5 مليون سائح من قبل.
وأشار إلى إنهم يرحبون بضيوفٍ من بلدان "لم نسمع عنها من قبل، ولا نعرف حتى عاصمتها" بالرغم من أن هذه المجموعات صغيرة نسبياً.