قفز عدد الأجانب الذين وصلوا إلى تركيا هذا العام حتى أبريل/نيسان، بنسبة الثلث تقريباً مقارنة بالعام الماضي، وفقاً للبيانات الرسمية التي سلطت الضوء على الزخم المستمر في الصناعة التي تمثل مصدراً حيوياً للاقتصاد.
وأظهرت بيانات وزارة الثقافة والسياحة أن الوافدين الأجانب وصلوا إلى أكثر من 9.53 مليون في الأشهر الأربعة الأولى، بزيادة قدرها 27.5ً% على أساس سنوي.
وتعدّ إيرادات السياحة أمراً بالغ الأهمية لتركيا حيث يركز الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته على الحد من عجز الحساب الجاري لمعالجة التضخم المرتفع.
وشهد الانتعاش الكامل من تداعيات الوباء العام الماضي، اقتراب عدد السياح من رقم قياسي، ما أدى إلى تحقيق إيرادات عالية، ودفع الحكومة إلى رفع تقديراتها السياحية السنوية.
وكان الوافدون في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أبريل/نيسان بشكل رئيسي من روسيا، إلى جانب الطلب القوي من سياح أوروبا، وعلى رأسهم مواطنو ألمانيا والمملكة المتحدة.
ووصل هذا العام أكثر من 1.15 مليون روسي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 135% تقريباً مقارنة بالعام الماضي.
وأدت تداعيات حرب أوكرانيا إلى زيادة عدد الوافدين الروس، ويرجع ذلك جزئياً إلى قيود الطيران التي فرضتها الدول الغربية على روسيا. كما تشير التقديرات إلى انتقال مئات الآلاف من الروس العام الماضي إلى تركيا، باعتبارها ملاذاً آمناً للاستثمار في العقارات والأصول الأخرى.
تلتها ألمانيا بـ 966.336 سائحاً بزيادة قدرها 18.74% عن العام الماضي. وأظهرت البيانات أن بلغاريا احتلت المرتبة الثالثة بعدد 797.956 وافداً وبزيادة سنوية بلغت 17.45%. كما احتلت إيران والمملكة المتحدة المرتبة الرابعة والخامسة.
واستقبلت اسطنبول أكبر مدينة في تركيا من حيث عدد السكان أكثر من نصف إجمالي الزوار الأجانب أي ما يقرب من 4.77 مليون، في فترة الأربعة أشهر الأولى من هذا العام.
تلتها أنطاليا المطلة على البحر المتوسط بـ 1.6 مليون سائح أجنبي، وأدرنة في شمال غرب تركيا، المتاخمة لكل من بلغاريا واليونان بـ 1.1 مليون زائر أجنبي.
وفي أبريل/نيسان وحده، زار 3.3 مليون أجنبي البلاد، بزيادة 29% عن المعدل السنوي، متجاوزة الأرقام السابقة للوباء، حيث وصل حوالي 3.29 مليون في أبريل/نيسان 2019، وفقاً للبيانات.
وقالت الحكومة إنه من المتوقع أن يصل عدد الوافدين الأجانب إلى 60 مليوناً عام 2023، قبل أن يصل إلى 90 مليوناً عام 2028. كما قدّرت أن الدخل الوارد من السياحة سيرتفع إلى 56 مليار دولار هذا العام و 100 مليار دولار بعد 5 سنوات من الآن.
يذكر أن قطاع السياحة يساهم بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي التركي. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل حوالي 1.7 مليون شخص في خدمات الإقامة والطعام بحسب احصائيات عام 2022، أي ما يعادل حوالي 5% من إجمالي القوى العاملة في البلاد.