ريزة فردوس تركيا وموطن الشاي المتميز

"لؤلؤة في عِقدِ الشمال" هكذا يعرّف السكان المحليون مدينة ريزة التركية، المطلة على البحر الأسود، وتعتبر من أهم الوجهات للسياح الأجانب والزوار المحليين، لجمال طبيعتها الساحرة.

وتتميز المدينة بمناخها المعتدل وهضابها وجبالها المرتفعة، فضلًا عن مساكنها الخشبية والحجرية، وقلاعها التي تعود إلى العصور الوسطى، كما أنها تلقب بالمدينة الخضراء.

تشتهر ريزة بزراعة نبات الشاي الذي يعدّ المصدر الرئيسي لاقتصاد المدينة، والمصدر الأول لتصدير الشاي في تركيا داخلياً وخارجياً، ويبلغ إنتاج ريزي من الشاي 65% من إجمالي ما تنتجه تركيا، بحسب مسؤولين محليين.

** موطن الشاي

وبحسب أرقام وزارة الغابات والزراعة لعام 2019، تعتبر ولايات الحوض الشرقي للبحر الأسود بتركيا، وفي مقدمتها ريزة وتليها طرابزون وآرتفين وأوردو وغيراسون، من أكثر الولايات إنتاجا، كما يقدر إجمالي المساحة المزروعة فيها 849 ألف دونم

ويتدفق السائحون إلى مزارع الشاي في منطقة "شاي إيلي" التابعة لولاية ريزة، حيث يقصدها يوميا مئات الزائرين ضمن جولاتهم السياحية للمنطقة.

كما يهدف السياح إلى معرفة كيفية زراعة الشاي ومراحل نموه وحصاده، وكذلك الحصول على المعلومات حول هذه المراحل جميعها، فضلا عن التقاط الصور التذكارية، حيث يجذب جمالها الأخاذ الأبصار يغري بتوثيق لحظاتها الجميلة.

وفي حقول شاي إيلي يمكن رؤية العمال وهم يحصدون أوراق الشاي عبر أدوات خاصة تقطف، وتجمع في أكياس لتنتقل إلى المراحل اللاحقة من التجفيف والتغليف ونقلها للأسواق الداخلية والخارجية.

** تاريخ إنتاج الشاي

وتشير معلومات وزارة الغابات والزراعة التركية بأن تاريخ إنتاج وزراعة الشاي يعود لعام 1917، حيث تم إرسال وفد لدراسة المنطقة.

وأفادت الدراسات بأن شرق البحر الأسود مناسب لإنتاج الشاي.

وفي عام 1924 سنّ البرلمان التركي قانونا لزراعة عدة منتجات بينها الشاي، بهدف تنمية المنطقة خاصة في ريزة استنادا إلى التقارير الحكومية السابقة.

وتم إنتاج أول ورقة شاي خضراء وجافة عام 1938، وبعدها بعامين تم وضع إنتاج الشاي تحت حماية الدولة، وهو ما ساهم في توسع المساحات المزروعة منه، وزيادة تنمية المنطقة.

ويزرع الشاي على السفوح المرتفعة إلى علو ألف متر فوق سطح البحر، وبسبب الارتفاع فإن الجو يوفر له الحماية من الميكروبات، وعدم استخدام الأسمدة لمكافحة الأمراض والحشرات.

** ثقافة الشاي التركي

ويحتفل العالم كل عام باليوم الدولي للشاي المشروب الأكثر استهلاكًا في العالم بعد الماء، حيث حددت الأمم المتحدة عام 2019 يوم 21 مايو/ أيار من كل عام يومًا دوليًا للشاي بهدف زيادة الوعي بأهميته في مكافحة الجوع والفقر.

ويعتبر الشاي جزءا لا يتجزأ من الثقافة التركية، وأصبح مشروبًا تقليديًا ووطنيًا في وقت قصير جدًا.

كما يعد الشاي رمزا للصداقة والضيافة في تركيا، ويعد النوع التركي ثالث أكبر سوق عالمي بعد الصين والهند، بينما تحتل تركيا المرتبة السابعة في العالم من حيث مساحة حقول زراعة الشاي.

وتعتمد طريقة تحضير الشاي التركي على استخدام إبريق شاي من طابقين، أحدهما للماء المغلي والآخر للشاي، ويضاف الماء إلى منقوع الشاي لتخفيفه، ويقدم في أكواب الشاي التركية التقليدية.

Bu web sitesinde çerezler kullanılmaktadır.

İnternet sitemizin düzgün çalışması, kişiselleştirilmiş reklam deneyimi, internet sitemizi optimize edebilmemiz, ziyaret tercihlerinizi hatırlayabilmemiz için veri politikasındaki amaçlarla sınırlı ve mevzuata uygun şekilde çerez konumlandırmaktayız.

"Tamam" ı tıklayarak, çerezlerin yerleştirilmesine izin vermektesiniz.