عزز لقاء الصدفة مع الأمير تشارلز منذ سنوات أعمال "محمد ديدة" الذي يمثل الجيل الأخير من عائلة صناعة الصابون في ولاية ماردين جنوب شرق تركيا. وأصبح "ديدة" منذ ذلك الحين وإلى الآن المورد الرئيسي لصابون البطم الشهير في الولاية إلى قصر باكنغهام وكلارنس هاوس.
وقد زار ولي العهد البريطاني ماردين المدينة التركية التاريخية التي تتميز بمزيج انتقائي من الأديان والمجتمعات المختلفة، عام 2004. ويبدو أنه أحب الصابون المصنوع يدوياً المعروض في متجر "ديدة" الصغير في منطقة أرتوكلو. وعلى مدار الخمسة عشر عاماً الماضية، ظل "ديدة" وهو وريث عرش صانعي الصابون المشهورين في أرتوكلو، الذين يعودون إلى أربعة أجيال، يسلم كمية غير معلنة من صابون البطم إلى سفارة المملكة المتحدة في العاصمة أنقرة لإرسالها إلى لندن من أجل الأمير.
وسمي الصابون التقليدي بهذا الاسم نسبةً لشجرة البطم وهو نوع من الفستق البري موطنه جنوب شرق تركيا. ويصُنع الصابون من زيت تلك الفاكهة غير الناضجة، ويحظى بشعبية كبيرة في عموم تركيا بالرغم من أن إنتاجه يقتصر في الغالب على ماردين والولايات الجنوبية الشرقية الأخرى بما في ذلك سيرت. وإلى جانب مستخلصات الفستق البري، يحتوي الصابون الذائع الصيت على زيت الزيتون لذلك يعتبر جيداً جداً للعناية بالبشرة وكذلك منع تساقط الشعر كونه لا يحتوي على أية إضافات أخرى.
وفي حديثه مع الإعلام المحلي يوم الجمعة قال "ديدة" إنه إلى جانب صابون البطم، قام بتسليم قطعاً من صابون زيت الزيتون وصابون مستخلص العرعر لأمير ويلز.
وأضاف: "أنا ملتزم بهذه المهنة وربيت ابني لتولي المسؤولية. لقد فعل أجدادي ذلك لأكثر من قرن. كانت صناعة الصابون تقليداً محدوداً إلى حد كبير في ذلك الوقت، حيث كان عدد قليل من الناس ينتجونها فقط لتلبية احتياجاتهم المنزلية. والآن، تطورت إلى قطاع كبير". مؤكداً أن الصابون العضوي الذي ينتجونه لا يضر بالبيئة ويمكن استخدامه للعناية ببشرة الأطفال أيضاً بسبب محتواه الصحي.
وإلى جانب الأمير تشارلز، ذكر "ديدة" من بين عملائه رجال دولة وفنانين وأكاديميين من تركيا وخارجها. وأضاف: "هذا صابون جيد للشعر والبشرة. رائحته قوية جداً بدون احتوائه على العطور الكيميائية، وهو كذلك مفيد للأكزيما والصدفية أيضاً".