متقاعدون ألمان يقترحون قضاء الشتاء في تركيا لتوفير الغاز
- ديلي صباح, إسطنبول
- May 12, 2022
في الوقت الذي تواجه فيه ألمانيا توقفاً مفاجئاً محتملاً في إمدادات الغاز الروسي، قدمت جمعية وكالات السفر الألمانية اقتراحاً غريباً لمواجهة النقص المحتمل وأسعار الطاقة المرتفعة في الشتاء القادم يقضي بإرسال كبار السن في إجازة إلى مواقع أكثر دفئاً خلال موسم الثلوج والأمطار.
وبالرغم من أن الغاز الروسي حيوي لأوروبا وألمانيا على وجه الخصوص، لكن برلين تعرضت لضغوط لفك علاقة تجارية يُعتقد بأنها تساعد في تمويل الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
ويهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى تقليل اعتماده على روسيا إلى الصفر في أسرع وقت ممكن، لكنه يعارض الوقف الفوري للواردات.
ووفقاً لماريا لينهوف رئيسة الرابطة الألمانية لوكالات السفر المستقلة، فإن الحل للتعامل مع ارتفاع الأسعار والحفاظ على الطاقة يكمن في اقتراح تمكين كبار السن من السفر لفترات أطول إلى البلدان الأكثر دفئاً خلال الشتاء، مستشهدةً بتركيا وتونس وجزيرة مايوركا الإسبانية كوجهات محتملة.
وقالت "لينهوف" التي تقود الاتحاد الذي يمثل أكثر من 7000 وكالة سفر في ألمانيا، في حديثها لصحيفة مايوركا تسايتونج إن الحكومة يمكن أن تشجع المزيد من المواطنين، وخصوصاً أن الكثير منهم يقضي الشتاء بالفعل في بعض هذه المواقع، من خلال دعم مثل هذه الرحلات.
واقترحت إعانات تصل إلى 500 يورو لجعل مثل هذه الرحلات ميسورة التكلفة، قائلةً:"السعر المبدئي لمثل هذه الرحلة إلى مايوركا يبلغ حالياً حوالي 1300 يورو للفرد ويتضمن 50 يوماً في فندق من الطبقة المتوسطة بما في ذلك وجبتي الإفطار والغداء وبطاقات الطيران. أما سعر الرحلات التي لا تعتمد على الخدمات السياحية فتكلف حالياً 950 يورو للفرد.
وأشارت إلى أن هذا الإقتراح يمكن أن يكون مفيداً من عدة جوانب مثل أن يحصل المتقاعدون على منح، ويتم توفير الغاز للصناعة بالإضافة إلى دعم وجهات السياحة.
لكن هذا الاقتراح لاقى انتقادات من السياسيين، إذ قال رالف ستيغنر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي إن "الفكرة مجنونة" و"بالتأكيد لا تساهم في حل تحديات سياسة الطاقة لدينا".
أما جانا شيمكي السياسية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي ورئيسة لجنة السياحة في البوندستاغ، فقالت إن "الاقتراح سيكلف ما لا يقل عن 10 مليارات يورو" وأن الجمع بين تكاليف الإيجار والسفر سيكون عبئاً مالياً إضافياً.
وأضافت: "ليس من الممكن قياس ما سيتم توفيره في النهاية. وعدد قليل فقط من المتقاعدين يمكن أن يكونوا قادرين على تحمل العبء المزدوج المتمثل في الاستمرار في دفع إيجار منازلهم الرئيسية والبقاء في الخارج، بالرغم من الدعم الحكومي".
يذكر أنه في العام الماضي وحده شكل الغاز الروسي 55% من واردات ألمانيا. وقالت برلين إنها تريد إيقاف الإمدادات الروسية لكنها تتوقع أن تعتمد بإمدادات الغاز على موسكو إلى حد كبير حتى منتصف عام 2024.
لكن الحكومة الألمانية باتت تخشى الآن من أن تقدم روسيا على قطع تدفق الغاز من جانب واحد، وتريد أن تكون قادرة على التأقلم إذا ما وقع ذلك.
من جانبهم قال ممثلو قطاع السياحة الأتراك للصحافة المحلية يوم الثلاثاء إن مثل هذا الاقتراح سيكون ذا قيمة كبيرة للسياحة التركية أيضاً، وسيساهم في التوظيف.
وتستمر الجهود الحكومية لتنويع الصناعة والأسواق، وكذلك لتمكين تركيا من تحقيق أقصى استفادة من الفترة خارج موسم الصيف.
تجدر الإشارة إلى أن المواطنين الألمان يفضلون غالباً ولاية أنطاليا الجنوبية والمناطق المحيطة بها، وهم من بين أكبر المصادر السياحية في تركيا حيث احتلت ألمانيا ثاني أكبر سوق في البلاد العام الماضي بعد روسيا مباشرة. ووصل حوالي 3.1 مليون سائح ألماني إلى تركيا العام الماضي، بزيادة قدرها 175.7% على أساس سنوي من 1.1 مليون عام 2020 بسبب تفشي جائحة الفيروس التاجي.
لكن هذا الرقم لا يزال أقل من 5 ملايين الذي حققته البلاد عام 2019 قبل تفشي المرض بعد أن وصل عدد الوافدين إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 5.5 مليون سائح ألماني عام 2015.