لم تمنعهم درجات الحرارة المنخفضة من ممارسة رياضتهم المفضلة "الغطس"، في بحيرة الأسماك، التي تقع على بعد 30 كيلو متراً من بلدية تاشليجاي في ولاية أغري شرق تركيا.
وتتميز البحيرة بأنها ترتفع عن سطح البحر بـ 2241، ما يجعلها أعلى بحيرة في البلاد.
وتعرف البحيرة بين أهالي المنطقة بأنها بحيرة العجائب الطبيعية، نظراً لتنوع الأسماك والمناظر الطبيعية الخلابة بداخلها، والجبال المحيطة بها وانتشار الطيور عليها، إضافة إلى تجمدها في فصل الشتاء ما يكسبها منظراً جذباً، ويجعلها وجهة مميزة لعشاق التصوير الفوتوغرافي والطبيعة.
المهرجان الشتوي
ولأول مرة هذا العام تنظم بلدية تاشليجاي بدعم من وزارة الثقافة والسياحة، مهرجانا شتويا للترويج للبحيرة الثلجية التي لا يذوب الجليد من عليها حتى في فصل الربيع، ولجذب السياح وعشاق الغطس.
واستضافت البلدية مجموعة من الغواصين المحترفين التابعين لجمعية المصورين وصانعي الأفلام تحت الماء بإسطنبول، حيث نزلوا في أعماق البحيرة تحت الجليد الذي يرتفع متراً، والتقطوا مجموعة من الصور والفيديوهات لهذه البحيرة الخلابة.
الغوص تحت الجليد
من جانبها قالت الغواصة التركية "عائشة غول شنير" إنها استمتعت لأول مرة بالغوص في هذه البحيرة وتحت الجليد، فهي تجربة مختلفة، وعبرت عن سعادتها كونها السيدة الوحيدة في فريقها التي قررت خوض التجربة.
وأضافت: "عادة ما أقوم بالغطس في فصلي الربيع والصيف، وبشكل قليل للغاية في فصل الشتاء، لكن عندما جئت إلى هنا، شعرت بالحماس من جمال المنطقة والتجربة الجديدة رغم أنها أصعب من الغوص العادي، كانت درجة الحرارة منخفضة قليلاً، ومع ذلك كان لدي شعور جيد، فالمياه كانت جميلة، وكذلك المناظر من تحت الجليد".
وأردفت: "أفضل مدينة قاش لممارسة الغطس في فصل الصيف، وأصبحت هذه البحيرة مميزة لفصل الشتاء، ادعو عشاق الغطس لخوض التجربة الفريدة هنا".
استقبال حافل من جانب السكان المحليين
وعبر الغواص مراد كابتان عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، مشيداً بالاستقبال الحافل لأهالي المنطقة والمسؤولين بالبلدية، قائلاً: "هذا المكان ممتع بكل ما فيه، بحيرة صافية على ارتفاع شاهق، وسكان محليون رائعون للغاية، والبيئة الطبيعية خلابة، تخيلوا الغوص تحت الجليد".
واستدرك: "لقد كانت تجربة غطس ممتعة للغاية، أرغب دائماً بالقيام بهذه التجربة في فصل الشتاء هنا، ولدي فضول للغوص أيضا في فصل الصيف".
دعوة لاستكشاف المناطق المخفية
ودعا الغواص المحترف علي شانير الجميع لاستكشاف هذه المنطقة، والبحيرة تحديداً، حيث قال: "قبل مجيئي إلى هنا كان لدي الكثير من علامات الاستفهام في رأسي، ما هي التحديات التي ستواجهنا؟، وماذا ينتظرنا تحت الماء المتجمد؟".
وأضاف: "فكرة الغوص على ارتفاع 2241 متراً في أغري، واكتشاف الحياة في بحيرة الأسماك المتجمدة، لم تكن واردة أبداً في ذهني، في تركيا يوجد كثير من الأماكن غير المكتشفة خاصة تحت الماء، وكوني جزءاً من كيان الغواصين المحترفين، فأدعوا الجميع إلى استكشاف العالم تحت الماء، لأننا سنتعلم الكثير، وسنكون قادرين على نقله للأجيال القادمة".
ويعيش سكان المنطقة والقرى المجاورة، على اصطياد الأسماء عن طريق تكسير الجليد الذي يصل سمكه إلى متر، إضافة إلى تقديم الخدمات للسياح المحليين والأجانب، الذين يزورون المكان عادة في فصل الصيف.