تركيا وجهة جذابة لحفلات الزفاف الهندية الفاخرة
- ديلي صباح, إسطنبول
- Dec 03, 2021
بالرغم من جمال حفلات الزفاف المحلية التي تقام في الهند، إلا أن بعض الأثرياء يفضلون تركيا لإقامة حفلات الزفاف الهندية الفخمة، بسبب جمالها الطبيعي والعديد من وسائل الراحة والرفاهية المتوفرة فيها، من الفنادق ذات المستوى العالمي إلى مرافق التسوق والخدمات.
ويُعرَّف حفل الزفاف السياحي بأنه حفل يقام خارج مسقط رأس الزوجين ويتطلب السفر لمعظم المشاركين فيه. وهو يرتبط عادةً بالمواقع الخلابة والوجهات الشهيرة، حيث بدأ هذا الاتجاه الجديد بالانتشار بين الأزواج الذين يرغبون في عقد قرانهم في أماكن سياحية لا تُنسى.
وتعد الهند وإيطاليا وفرنسا ودبي وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وتركيا، من بين الوجهات الأكثر شعبية للأشخاص الذين يخططون لإقامة حفلات زفافهم بشكل سياحي.
ولكن ما الذي يميز تركيا كوجهة مثالية لحفلات الزفاف الهندية الفاخرة؟
تجعل مرافق التسوق المتنوعة والفنادق الفخمة والجمال الطبيعي الملائم بالإضافة إلى المعالم الثقافية والتاريخية من تركيا، مكاناً سياحياً رائعاً وأيضاً وجهةً ساحرةً لحفلات الزفاف الصيفية. ولطالما كانت البلاد مكاناً بديلاً لحفلات الزفاف الهندية أيضاً. وفي السنوات الأخيرة، ارتفع اهتمام الأزواج الهنود في تركيا إلى مستويات قياسية، وأصبحت البلاد الوجهة النهائية لحفلات الزفاف الهندية مع زيادة تقدر بنحو 300% على مدى السنوات العديدة الماضية.
وتفضل العائلات الهندية في الغالب تركيا لإقامة احتفالاتها الخاصة، بسبب خصائصها الطبيعية والثقافية وتراثها التاريخي الغني ونوعية الفنادق والطقس المناسب. كما أن موقع تركيا عند تقاطع الثقافات الآسيوية والأوروبية يشكل ميزة إضافية لحفلات الزفاف الهندية.
ومؤخراً، أصبح الازدهار في صناعة حفلات الزفاف بمثابة جذب للمستثمرين الأجانب ومخططي حفلات الزفاف أو المناسبات والسياحة، والتي تعد واحدة من أسرع القطاعات نمواً في العالم. وأدى ذلك إلى اختراع مفهوم جديد يسمى "سياحة الزفاف" حيث تُصنف الهند كأول دولة في سياحة الزواج بحفلات الزفاف الفخمة التي يقيمها الأثرياء الهنود، والتي تتراوح نفقاتها من 500.000 دولار إلى مئات الملايين من الدولارات. ونظراً لأن حفلات الزفاف الهندية في تركيا تستمر عادةً لمدة 3 أيام و3 ليالٍ بمشاركة مئات الضيوف، فإنها تقدم مساهمةً كبيرة لقطاع السياحة في البلاد.
وفي مقابلة صحفية تحدث أحمد سردار كوروكجو رئيس شركة دوراك للسياحة، قائلاً أنه صار من الشائع للعائلات الهندية الثرية إقامة حفلات الزفاف في تركيا، حيث يحجز الهنود في بلدات ومنتجعات سياحية فخمة مثل كابادوكيا وبودروم وأنطاليا لحفلات الزفاف الصيفية، في حين تشمل الأماكن البارزة في إسطنبول قصر جيراغان وقصر سعيد حليم باشا ومرمرة اسما سلطان وفندق كونراد وفندق فور سيزونز. أما العائق الرئيسي الوحيد الذي يواجه صناعة الزفاف في أنطاليا، فهو عدم وجود رحلات جوية مباشرة من الهند إلى المدينة، حيث تواجه العائلات الهندية التي تختار الزواج في أنطاليا عقبات في الوصول المباشر إذ تكون أعداد الأشخاص المرافقين للعروسين كبيرة لأنهم يصطحبون معهم مخططي حفلات الزفاف والمصممين وحتى الطهاة الذين يحملون التوابل.
وقد احتل الاتجاه المتزايد لحفلات الزفاف السياحية في الوقت الحالي، أذهان النخبة الهندية ورجال الأعمال والمشاهير الذين يرغبون في إقامة حفلات الزفاف القائمة على اختيار مفهوم معين ينعكس في أدق تفاصيل الحدث ويروي للحضور عبرة أو أسطورة معينة، أو حفلات الزفاف ذات النمط الغريب، إضافة إلى الذين يفضلون المزيد من الخصوصية أو يريدون فقط الابتعاد عن اهتمام وسائل الإعلام المستمر. ومنذ بضعة سنوات وإلى الآن صار كبار رجال الأعمال وكبار تجار العقارات والسياسيين والصناعيين من الهند، يقصدون تركيا بشكل متزايد لما توفره لهم من أجواء مناسبة على مختلف الصعد.
فما هو أسلوب الاعراس الهندية السياحية؟
تبدأ حفلات الزفاف الهندية ببطاقات دعوة فاخرة، يتبعها حفل الزفاف الرئيسي الذي يشمل الواجبات الدينية والاحتفالات الثقافية. ومن بين هذه الاحتفالات قران بمثابة حفل الحناء، يليه ما يسمى بالبارات أو موكب الزفاف ثم حفل سانغيت وهو الرقص المرافق لحفل الزفاف. وبعد انتهاء مراسم حفل الزفاف التي تستمر لمدة 3 أيام على الأقل، تقام مناسبات استقبال خاصة للعائلة القريبة والعائلة الأشمل والأصدقاء.
ومن الواضح أن مثل هذه الأعراس البارزة لا تولّد فقط فرص عمل ومزايا أخرى لاقتصاد البلد المضيف، ولكنها تساعد أيضاً في بناء علاقات وطيدةٍ بين البلدين، لأنها تروج بطبيعة الحال للسياحة وتخلق روابط متينة بين شعوب البلدين.
يذكر أن كلاً من الهند وتركيا تتطلعان بعد زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان للهند عام 2017، إلى تعزيز "العلاقات بين الشعبين" من خلال التوقيع على "برنامج التبادل الثقافي". وتلتزم البلدان بصفتهما ملتقى الثقافات والحضارات القديمة والحديثة، بشراكة ثقافية واقتصادية قوية.