تستعد قلعة "باياس" التاريخية بولاية هطاي (جنوب تركيا)، لاستقبال عشاق التاريخ والآثار قريبا.
وبنيت القلعة من قبل الجنويين في العصور الوسطى، وجرى ترميمها من قبل السلطان العثماني سليم الثاني (1524- 1574)، وذلك لاستخدامها في أغراض دفاعية، حيث تتميز القلعة بخنادق عميقة تحيط بها.
وشهدت القلعة أول أعمال الحفر والتنقيب الأثري فيها عام 2018، حيث جرى إماطة اللثام عن مجموعة مهمة من الموجودات الأثرية التي توثّق تاريخ القلعة.
وخلال تنفيذ أعمال الحفر والتنقيب، استطاع فريق العمل من الآثاريين، الوصول إلى أساسات المسجد الصغير في القلعة، والثكنة العسكرية في منطقة الفناء، حيث جرى إعادة بناء كلا المبنيين بشكل يتناسب مع موقعهما القديم.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تمكن فريق العمل الذي يضم 21 خبيرًا أثريًا من الوصول إلى أساسات السجن ومساكن الحرس والمخازن التي كانت موجودة في فناء القلعة، في إطار المرحلة الثانية من أعمال الحفر والتنقيب.
وتعتزم إدارة متحف هطاي للآثار فتح القلعة لاستقبال الزوار، بعد إتمام عمليات ترميم الخنادق المحيطة بها، من أجل دعم الحركة السياحية في المنطقة وإظهار ثرائها التاريخي.
وقالت مديرة متحف هطاي للآثار "عائشة أرصوي": " إن القلعة التي تتواصل فيها أعمال الحفر والتنقيب، تعد واحدة من أبرز وأهم القلاع التي تعكس الفنون المعمارية خلال فترة العصور الوسطى".
ولفتت أن القلعة كانت تستخدم كموقع ومقر عسكري، وسجن، ومخفر متقدم (ثغر) لحماية القوافل التجارية على مر القرون.
وأضافت: القلعة تعتبر واحدة من القلاع المميزة في تركيا، لأنها محاطة بخنادق متجانسة وعميقة، وبدأت عام 2018 أولى أعمال الحفر والتنقيب فيها، بغية الوصول إلى أكبر عدد من القطع الأثرية.
وأردفت: " توصل الفريق إلى أساسات ثكنة القلعة التي كانت قائمة قبل مئات السنين ضمن الفناء، وأساسات عدد من المنازل المذكورة في كتاب "سياحتنامه" (الرحلات) للرحّالة التركي أوليا جلبي (1611 – 1684).
وأوضحت أرصوي أنه خلال العام الجاري، وقبل البدء بترميم الخنادق المحيطة بالقلعة، قام الفريق بفتح شقين يتيح لهم رؤية طبقات القلعة، وإجراء دراسات جيولوجية وأركيولوجية عليها.
ونوهت أن القلعة ستبدأ قريبًا باستقبال الزوار، بعد انتهاء آخر أعمال الحفر والتنقيب، مشيرة إلى أن إدارة متحف هطاي للآثار تعتزم تحويل الثكنة التي جرى إعادة بنائها في منطقة الفناء إلى متحف لعرض الآثار التي جرى استخراجها من القلعة.
وقالت: "سيتم تحويل مبنى الثكنة داخل القلعة إلى متحف، وسيعرض هنا جميع المدافع وقذائفها واللوحات الجدارية والأواني العثمانية التي جرى استخراجها من القلعة خلال أعمال الحفر والتنقي".
وذكرت أرصوي إن الزوار سوف يستطيعون أداء الصلاة في المسجد الصغير الذي يعرف أيضًا باسم مسجد القلعة أثناء زيارتهم للمكان، والاستمتاع برحلة تاريخية عبر الزمن في رحاب القلعة.