"إله الحب" و"مرافقو الروح" في متحف الآثار بإزمير غربي تركيا

وكالة الأناضول للأنباء
إزمير
نشر في 11.08.2021 12:02
آخر تحديث في 11.08.2021 12:14
إله الحب ومرافقو الروح في متحف الآثار بإزمير غربي تركيا

بدأ متحف للآثار بولاية إزمير غربي تركيا عرض تمثال لإله الحب لدى الإغريق وتمثالين لامرأتين من الجان ترجع جميعها لألفين و300 عام، حيث كان يعتقد في العصور القديمة، أنها ترافق الروح البشرية بعد الموت.

ويمكن لزوار متحف إزمير للآثار الاطلاع على مجموعة آثار ترجع للعصر الهلنستي، والمعروفة باسم "مرافقو الروح"، في إطار مشروع أطلق عليه اسم "سترى ما لم تستطع رؤيته من قبل".

وخضعت التماثيل الصغيرة والمجسمات المعروضة في إطار المشروع لأعمال الترميم، بعد العثور عليها في حفريات وأعمال تنقيب أثرية جرت في موقعي "ميرينا" بمنطقة "علي آغا" عام 1982، و"تيوس" في منطقة "سفري حصار" عام 2015 بولاية إزمير المطلة على بحر إيجة.

وقام فريق الآثاريين المعني بترميم التماثيل والمجسمات التي عثر عليها في قبور إغريقية، بنقل تلك الموجودات إلى مستودعات متحف إزمير للآثار، بعد انتهاء أعمال الترميم.

وبعد الدراسات التي أجريت على أحد التماثيل المكتشفة في موقع "ميرينا" الأثري بمنطقة "علي آغا"، والذي جرى نحته على شكل شاب مجنّح، تبين أنه يمثل "إيروس" إله الحب في الميثولوجيا الإغريقية.

كما أظهرت الدراسات أن أحد التمثالين الصغيرين الآخرين اللذين تم اكتشافهما في موقع "تيوس" في منطقة "سفري حصار"، يمثلان "امرأتين من الجان تستعدان للنزول إلى الأرض لمرافقة الروح بعد الموت"، وفق الميثولوجيا الإغريقية.

وقال مدير متحف إزمير للآثار، هنكار كسر، إنهم يعتقدون أن التماثيل الثلاثة نحتت في الحقبة الهلنستية بعد فتوحات الإسكندر الأكبر، أي بين 330-30 قبل الميلاد.

وأضاف كسر لمراسل الأناضول، أن أول التماثيل المجنحة كان لامرأة ترتدي فستانًا يرجع للعصر الهلنستي، بينما نُحِتَ التمثال الثاني على شكل امرأة ترتدي فستانًا بأكمام طويلة وغطاء رأس طويل.

وأوضح أن التمثال الثالث، الذي يصور على الأرجح "إيروس" إله الحب في الميثولوجيا الإغريقية، نحت على شكل شاب مجنح نصف عارٍ، وأن جميع التماثيل والمجسمات نُحتت ببراعة وتصور لحظة نزول الجنيات إلى الأرض.

وتابع كسر: "عبر تاريخ البشرية، لطالما طرحت الحضارات تساؤلات عمّا يحدث بعد الموت، وأقامت طقوسًا لهذا الحدث، وتركت في القبور أسلحة وأشياء أخرى كانت محببة للمتوفى، وذلك بسبب الاعتقاد السائد هو أن الروح تترك الجسد بعد الموت".

وأردف قائلًا: "اعتقد الإغريق أن الروح بحاجة لمرافقين من أجل إرشادها إلى دربها ومقامها. الأعمال التي نعرضها في متحف إزمير تماثيل أنيقة نحتت ببراعة كاملة لمجموعة من التماثيل والمجسمات التي تصور ما يعتقد أنها جنيات تصاحب الروح وتعمل كمضيف لها بعد الموت".

وأشار كسر إلى أن التماثيل المعروضة تحمل لمسات لحضارات مختلفة، وأنها من الأندر حول العالم وهي بذلك "لا تقدر بثمن".

ولفت كسر إلى أن هذه القطع الأثرية المصنوعة بمستوى عالٍ من الإتقان، لا بد أن تكون قد وضعت في قبورٍ لشخصيات مهمة تنتمي لذلك العصر، مشيرًا أن الدراسات لا تزال مستمرة لمعرفة أصحاب القبور التي عثر فيها على هذه التماثيل.